السبت، 20 أكتوبر 2012

الانتخابات الاميريكية ....اميريكا اوباما

لأن اميريكا هى القوى العظمى الوحيدة و القطب الاعظم و فتوة العالم و الاخ الاكبر لحكومات دول العالم الثانى و الثالث و بعض الاول..فدائما ما تكون مناسبة الانتخابات الرئاسية الامريكية محط انظار الكرة الارضية..فهى فى  ذلك اشبة بماريات ريال مدريد و برشلونة...الكل يتابع و يصطف خلف احد الفريقين مشجعا و مهللا لفوز احداهم...فالنصف يشجع مرشح الحزب الديموقراطى و يتمنى فوزه بمنصب الرئيس و النصف الاخر يفعل العكس ..و اذا كان التشجيع فى الكرة امرا عاطفيا بحتا فأنه فى حالة الانتخابات الرئاسية الاميريكية امر يخضع لحسابات المصالح و تأثير وصول هذا او ذاك - لرئاسة- على علاقة المشجع بأمريكا و العالم...يتساوى فى ذلك الحكومات و شعوبها.
ونحن هنا للاسف لن يكون موضوع حديثا عن هذة الحسابات ..او تأثير وصول اوباما او رومنى على مصر مثلا ...و لكننا سنحاول ان نعرف اميريكا اوباما فى الفترة الثانية ..و اميريكا رومنى..و نترك للقارىء تحديد حساباته و ايهما يشجع بناء على الجانب الذى سنلقى عليه الضوء.


 اين تقف امريكا 


16.2 تريليون دولار حجم الدين الداخلى و الخارجى...7.8 % حجم البطالة بما يوازى 25 مليون مواطن..انخفاض فى مستوى الدخول بنسبة 5.1%..ارتفاع مستوى الفقراء الى 15% من اجمالى السكان..406 بنك اعلنت افلاسها منذ عام 2009..هذا بالاضافة 1.3 ترليون دولار تكلفة الحرب على العراق و افغنستان حتى سبتمبر 2012 بخلاف ميراث الكره و العداء الذى سببته هذة الحرب .
لن نستطرد فى الارقام الاقتصادية و الاحصائات و لا نتائج السياسة الاميريكية الخارجية و الحرب على الارهاب على الداخل و الخارج الاميريكى ..و لكننا سنقول ان القوى العظمى الوحيدة فى العالم تترنح بشدة.
فتوة العالم خرج من العشر سنوات الماضية بمعاركها و و ازمتها الاقتصادية بأصابات بالغة تدفعه دفعا ليتهاوى من مرتبة القوى الاعظم الى مرتبة القوى الكبرى ضمن قوة كبرى اخرى -كما وصفها جميل مطر بمقاله بشروق- فهل يدرك اوباما و رومنى هذة الحقيقة.
بين الادراك و الرفض يقع الاختلاف بين اوباما و رومنى ...ومن وصول احدهم لسدة الرئاسة قد نعرف اميريكا فى ال 4 سنوات القادمة.


 
  اوباما


بالطبع يدرك اوباما هذة الحقيقة تساعده خلفيته الديموقراطية ذات القبضة الناعمة و ثقته بنفسه و تحكمه فى انفعالته ليس فى الادراك و حسب ..بل اتباع سياسة تتفق مع هذة الحقيقة على الرغم ممن كونه الاسود المنبوذ الذى قد يدفعه نظرة الضئالة التى يرها فى عيون معارضيه الى اتخاذ قرارات مندفعة لاثبات  فحولته و احقيته فى رئاسة اقوى دول العالم.
يظهر ادراك اوباما لخطر التهاوى فى سياسته و ردود افعاله فى الاربع سنوات السابقة لكل ما احاط بأميريكا و العالم من احداث...فعلى المستوى الاقتصادى عمد اوباما لوضع العصا فى عجلة اقتصاد السوق الحر بتدخل حكومى و بسياسات ضريبية تقف فى صالح الطبقة الوسطى على حساب الاغنياء و بفرض ضوابط على اسلوب عمل البنوك و تخفيض الضرائب على الشركات الصغيرة و محاولة وضع افراد الشعب الاميريكى تحت مظلة تأمين صحى شامل و هى كلها سياسات تصب فى مصلحة الطبقة الوسطى معتمدا على فكرة ان عودة الازدهار لهذة الطبقة هى عودة ثقة المواطن - المستهلك- الاميريكى فى اقتصاده بما يعود بالثقة الخارجية لقوة هذا الاقتصاد..بمبدأ الداخل اولا ينعكس على الخارج...و هو ادراك للحظة و للفعل المناسب على الرغم من ما يلقه من اتهامات باليسارية و معادة صفوة المجتمع الاقتصادى الممول الاول لحملته و حملات حزبه الانتخابية.
نفس ذلك نجده فى السياسة الخارجية ..فتبع سياسة مهادنة و ايجاد مساحة من التفاهمات مع روسيا و الصين..و عدم التدخل فى مشاكل روسيا مع دول بحر قزوين او الجمهوريات الروسية السابقة فى اسيا الوسطى و كذلك الحياد فى مشاكل الصين مع اليابان فى بحر الصين او حتى الادلاء حتى بتصريحات عدائية عدوانية فى موقف الاثنان من الثورة السورية بما يثير العداء..هو ادراك ان الفتوة لا يقدر على الدخول فى مشاكل مع دول بهذا الحجم....على الاقل الان.
سياسة النفس الطويل مع ايران و الاحجام عن التدخل فى ليبيا و الذى جرى لاحقا بعد تدخل -الصبيان- فرنسا و انجلترا..و ترك المشكلة السورية تتدافع بعيدا بدون تدخل اميريكى حاسم او حتى تشجيع لاوربا او تركيا على التدخل..و سياسة اليد الممدودة للحكومات الاسلامية التى افرزتها ثورات الربيع العربى فى تونس و مصر و المغرب كلها مع ما سبق اقتصاديا يجعلنا نتفهم ان اوباما ليس الرئيس المتخاذل الذى يصفه الجمهوريون...و لكنه رئيس يدرك حقيقة وضع بلاده فى اللحظات الراهنة  .
بالطبع سياسات من هذا النوع تخفف من قوة القبضة الاميريكية على مجريات الامور فى العالم و تسمح بتسريبات هنا و هناك قد تؤشر لنتائج تبدو وخيمة على المستقبل المتوسط مثل ما يحدث لنظام المالكى فى العراق و هو الصنيعة الاميريكية التى بات يرقد فى احضان النظام الايرانى و الظاهر من موقفه من الثورة السورية المطابق من الموقف الايرانى او غضه الطرف عن نقل الاسلاحة الايرانية عبر اراضيه و من خلال مجاله الجوى...الى ان ادارة اوباما ترى ان امور كهذه من اليسر احتوائها فى وقت لاحق.....نعم فى وقت لاحق.
 فأدراك اوباما لحقيقة قوة و أمكانيات اميريكا من 2009 حتى الان ليس تسليم بأمر واقع...و ليست سياساته هى سياسات المحبط المضطر بقدر ما هى محاولة لاتقاط الانفاس و تضميد الجراح و ايقاف النزيف بما يخفف من سرعة الهبوط و الثبات فى الدرجة التى هبطتها اميريكا على امل ارتقاء هذة الدرجة فى وقت لاحق و عودة اميريكا العظمى فى المدى المتوسط...فالثبات اهم عنده من الهبوط او التقدم.
فأمريكا اوباما فى السنوات الاربع القادمة ستسير على نفس الدرب الهادىء الناعم بل ستكون اكثر جرأة و حرية فى التخفف من ادارة مشاكل العالم..فلن تضغط لحل المشكلة الفلسطنية او توجة ضربة لايران قريبا...او تعمد لتدخل فى سورية مباشرة او عداء و عجرفة علنية مباشرة مع حكومات الربيع العربى الاسلامية- هذا فيما يخصنا-....و سيكون تدخلها ناعم من بعيد بواسطة صبيانها من دول اوربا او حلف الناتو او تركيا و الامم المتحدة...او من تحالفتها السابقةمع المطيعين لاومرها المشتاقين لاستمرار دورها و الخائفون من غيابها- وما اكثرهم- فى الشرق الاوسط و اسيا و دول افرقيا او بسلاح المعونات و المنح سواء المقدمة منها او من خلال المؤسسات الدولية.
هييييييييييييييييييييييية.......هل قلت شىء ...هل اضفت شىء.....نتوكل على الله و ندخل على رومنى...؟؟؟
                                              الى القاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق