الأحد، 16 يناير 2011

رمضان...........قصه قصيره من مجموعه "كوفتس

جالسا و امامه  حسابات وسجلات الشركه الاستثماريه الكبرى...يرفع راسه...يختلس النظر لزميله عادل الذى يصلى العصر اماما وخلفه محاسب الشركه و مديرها المالى....يشعل سيجاره -التقطها لا اراديا من علبه سجائره المختفيه بجيب سترته الداخلى- مترجعا بمقعده الى....يسرع فيطفىء السيجاره بابهامه....يردها الى العلبه مسرعا.....انه شهر رمضان.....صحيح انه مسيحى الى انه تعود ان يحترم مشا.....اهو يحترم حقا شعور الاخر...امام انه الخوف من نظرات الشذر.....او الخشيه من اعلان المله وسط جو التطهر و الزهد الذى تمارسه الاغلبيه فى هذا الشهر...... و بسيجاره...المنكر-سمع هذا الوصف من خطبه لاحد شيوخ الكاسيت بسياره اجره كان يستقلها-الذى يمارسه الاغلبيه منهم باقى شهور السنه....بل بعد الافطار ايضا.
و لكنه الشهر الكريم.....و هل كان وجوده مع عادل زميله بمصلحه الضرائب لمراجعه حسابات هذه الشركه الكبرى و تحديد الضريبه عليها الا بسبب روح القداسه و التطهر لهذا الشهر الكريم

-      - واشمعنى الشركه دى بالذات اللى عايزنى معاك فيها...منتا فى الغالب بتنزل لوحدك الشركات الكبيره
-      - الشهر الكريم بفى يا نبيل
-      - مش فاهم....كريم يعنى حتكرمنى معاك و تدخلنى فى الاتعاب-الرشوه سابقا.
كان هو وعادل من انصار فكره الدخل الموازى من نفس مصدر العمل.....و لم يتم التعارف على وحده الميول فيما بينهم اول الامر بالمصارحه ....ولكنهم كما يقولون الذئاب بتشم بعض.
- مش النظريه....بس.....بس انا مبحبش اطلب حاجه من الشركات فى رمضان
-  تطلب ولا تاخد........................................................
نعم فعادل قرر ان يتوقف عن طلب الاتعاب فى رمضان....الا انه لن يتوقف عن اخذها خلال الشهر
-منتا عارف بقى.......رمضان مصاريفه كتير...دا غير العيد و لبسه و كحكه.
يجد فى الطلب حرمانيه فى شهر الصيام .....لذا فلابد من اخر يطلب عنه  حتى ولو دخل القسمه....المهم متفوتش الشركه الكبيره.
-ياعم وانت حيفرق معاك رمضان......منتا مسيحى.               
             -يا سلام......هى مش حرام عندنا برضوا
يداعب ذقنه و هو يحدق متاملا زميله عادل و هو يقرب من انتهاء صلاته.
-ايوة حرام.................يصيح مدحت اخوه الذى يتطوع بالعمل شماس بكنيسه العذراء.
-انا باخد حقى ........ولا انت مش شايف الظلم اللى احنا فيه .
    -تقوم تظلم انت كمان......الرب ما بيقولش كده.

لا تتكًلو على الظلم................سفر المزامير(12:10)

لا تعتدوا باموال الظلم فانها لا تنفعك شىء يوم الانتقام......سفر يشوع(10:15)

كل رشوه و مظلمه تمحى والامانه تبقى للابد...سفر يشوع(12:40)

هاكذا يردد الاب فى مدارس الاحد-فاصل التعذيب الاسبوعى- التى تحرص زوجته على حضورها هى وهو و الاولاد....زوجته التى يحرص ان تظل بعيده عن ما يفعل.......ولا تشاركه حتى المعرفه-رغم انها تشاركه نفس العمل-.........وهل يجرؤ على اخبارها او حتى الاعتراف امام الاب فى الكنيسه بأثمه و خطيئته.
اى اثم...اى خطيئه.......انه الحق.....او يطمح ان بقى شريف اليد ان يعتلى السلك الوظيفى فى بلد كهذه......ام تراه ينل التقدير و الاحترام من اغلبيه تره كافرا.
-و انت بيفرق معاك صاحب شركه مسيحى ولا مسلم.....منت بتاخد من الكل(مدحت اخوه متهكما).
و هل الاغنياء منا........و متى كان للغنى دين ولا للمال مله.
-احنا لا ناخذ شىء غصب...هما بيدفعوا راضيين عن طيب خاطر.
قالها له عادل فى مناسبه لا يتذكرها....صًدق.....المظلوم يرفض و الظالم يدفع عن طيب خاطر ليدار ظلمه....يدفع ليستمر....و نحن ناخذ الفتات.....ما تبقى من كئوسهم....فضلات اطباقهم.....انه الدعم الذى يصل لمستحقيه و لكن بصوره اخرى.....انه التوزيع العادل لثروه....لا بل للنعمه......البعض يكون الاغلبيه والسلطه.....و البعض يحصل على المال......و نحن ناخذ بشراشيب السلطه من اجل القليل من المال-عبارته البليغه التى يرددها لنفسه كلما داهمته ألام التهاب ضميره-.

من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه....و اما من يطلب مجد الذى ارسله فهو صادق ليس فيه ظلم.....(انجيل يوحنا 18:7).

اللعنه على دروس الاحاد وعلى زوجته وعلى اخوه و على عادل.....بل اللعنه على منطق الضعفاء الذين لا يجدون فى دنياهم  سوى الجبن والخوف طلبا للمجد فى الاعالى...يجز على اسنانه و يحتقن وجه.
يجلس عادل بجانبه بعد ان فرغ من صلاته.....يميل على اذنه بشكل يبدو عفوى.
-مبلم كده ليه.............لقيت فى الدفاتر حاجه تستاهل              .
يهز راسه ان نعم                                                      .
-تمام ...بقولك.....الراجل المدير المالى ناوى يمسك فينا على الفطار.
ينظر الى عادل مستفهما وهو يحاول ان ينزع نفسه من اثار تفكيره السابق.
-كنت بقول... لا تلمح ولا تطلب حاجه الا بعد الفطار....هه......عشان الصيام يعنى...انت فاهم.

الأربعاء، 12 يناير 2011

فى القيود........الى روح الشهيد سيد بلال

  • تجلس مقيدا خلف ظهرك معصوب العينان على ركبتيك و البروده تسرى من ارضيه المكان لتمزق مفاصلك....تحاول الحركه مرتكزا على ركبتيك محاولا بعث الحراره بهم بدلا من بقائهم مستقبلا للبروده و لكنك تكشف قيد اخر يشل قدميك.... تتوقف عن المحاوله وان تجز على اسنانك محاولا الشعور بالالم فى مكان اخر غير مفاصلك و ضغط القيود على رسغيك وكاحليك....تنطلق افكارك بعيدا فى محاوله اضافيه لتشتيت الالم ....لماذا انا...وماذا يريدون...وهل انا وحدىام هناك كثيرون مثلى..واين هم...اسئله و اسئله و اسئله تكشف معها انها تسبب الحيره و الغثيان مع بروده المكان....تتوقف عن السؤال و تزيد من الضغط على اسنانك بعد ان عاد اليك الاحساس بالام المفاصل و القيود...تلتقط اذنيك اصوات حركه تبدو خافته و كانها صادره من مكان خارج المكان الذى يحويك ....تحاول الاصغاء وكان الاصغاء سيجيب على الاسئله....تخفت الاصوات اكثر فتحاول الاصغاء بشده وتركيز ولكنك مع شده الاصغاء و التركيز لا تسمه شىء...اللعنه..هل بدات اتخيل اشياء لا وجود لها...تسال نفسك.
  •  
  • تعود الاسئله الى راسك و يعود معها الغثيان ثم البروده فالالم فالاصوات...فالاسئله فالبروده و الغثيان....................تسقط فجاه على جانبك الايمن فتعلم ان النعاس قد غلبك...راسك يؤلمك من اثر السقوط...تحاول ات تعدل وضعيته ولكن جسدك كله يضغط على راسك لتبقى ملتصقه بالارض.....البروده تسرى فى جانبك الايمن باكمله....ياالله لقد كان الوضع الاول افضل....تنتابك موجه عنف وتحاول التخلص من قيودك فيدور جسدك ليستقر على الجانب الايسر  ....تتابع انفاسك من عنف المحاوله و البروده تسرى بشراسه فى جانبك الاخر الدفىء....تصرخ بشده ولكنك تتذكر مع ارتداد الصرخه الى داخلك ان فمك مغلق بلاصق عريض....تقفز الدماء الى راسك فترى بقع حمراء امام عينيك على الرغم من انك معصوب.....ترى موجه  عاليه من الجنون الاحمر تسقط لتضرب عقلك و يتناثر معها اللون فى جميع الاتجاهات....تاخذ نفس عميق محاولا السيطره على انفعالك بلا جدوى....تحاول ان تفكر بشىء ...اى شىء....تحاول استرجاع الاسئله مره اخرى الى راسك و لكنك تجد تفكيرك هو الاخر اصبح مقيدا ملقى على جانبه......تقفز الدموع من عيناك رغم شده مقاومتك ......ينتابك شعور بالقهر و تكشف ان مقاومه الدموع تعمق هذا الشعور...فتتوقف مره اخرى عن المقاومه ...اى مقاومه ويرتفع طنين نحيبك المكتوم.
  •  
  • تلتقط اذنيك اصوات الحركه مره اخرى...تبتلع انينك و تتحجر دموعك ويسيل الباقى منها على وجنتيك مسرعا وكانه يفر من الاصوات التى تقترب بشده هذه المره.

الخميس، 6 يناير 2011

احداث 1-1-2011

لا اريد ان اكون مندفعا واقول ان احداث كنيسه القديسين بالاسكندريه كانت الفرصه لدعاه الدوله المدنيه و كارهى دخول الدين فى جميع مناحى الحياه و خاصه السياسيه منها لدفع افكارهم نحو حيز التنفيذ فالحادثه جد مؤلمه لكل المصريين باختلاف فئاتهم و طوائفهم و مبادئهم.....ولكن اقول ان دعاه فصل الدين عن الدوله تغلبوا على الالم و الحزن سريعا وانتهزوا الفرصه وركضوا نحو المخرج الذى سببه الانفجار محاولين دفع الجموع خلفهم .
فلم يكتمل اليوم الاول على الحادثه حتى انتشرت الكتابات فى الصحف والدعوى على الفضائيات التى تلعن السلفيين و الوهابيين و مضاهر التدين فى البيوت و المحال و الفضائيات الدينيه والتعليم الاولى بل و التعليم الازهرى وتقترح الحلول و التى بدات بسرعه اصدار قانون دور العباده الموحد وهو المدخل الذى اغلقه صفوت الشريف و مفيد شهاب بعد تعنيف رفعت السعيد بمجلس الشورى عندما طالب بذلك واتهما باثاره الفتنه و الدعوة للاحتقان الطائفى خاصه و ان الرئيس مبارك لم يرفض طلبا لباء كنيسه قط.
فانحرف الجمع لمخرج اخر متجنبين الاصدام بالحكومه....فدخلوا فى حوارات وتفسيرات حول فلسفه المواطنه والدوله المدنيه وهو المسلك الذى قابلته الحكومه و الاعلام الحكومى بالذات بالترحاب فاسرعت تذكى نيران الحوار بما يتفق مع سياسه الحكومه المعتاده من ان كثره الحوار و المناقشات يبدد الطاقات و يفرغ الشحن الذائد فى الاقناع  والاقتناع...هذا بالطبع مع الكورس الخلفى المعتاد من بث ليلى نهارى لمظاهر الوحده الوطنيه من قبله شيخ الازهر على وجنه البابا وابراز عبارات معينه من تصريحات البابا حتى لو خرجت عن سياق الحديث كله..و المظاهرات المشتركه بين عنصرى الامه من البسطاء لمثقفين للكتاب و المشاهير حتى راينا رؤساء بعض الجامعات يشاركون مسيرات الطلبه بحرم الجامعه فى عدد من المحافظات وهى المسيرات التى كانت تقابل من رؤساء هولاء الجامعات بابلاغ الامن لفضها وهى فكره فى رؤوس الطلبه طالما كانت ضد سياسات الحكومه.
و انا لا اعترض على المسيرات او مظاهر الوحده ولا على  كل ما يشعر المسيحيين من ابناء الوطن من ان الود متبادل و الهم واحد والحزن عام
ولكنى اريد ان اضع بعض النقاط حتى تكون ماثله امام الذين يديرون النقاشات على شاشات الفضائيات والصحف الحكومى منها و الخاص .

1- ان التأكيد ان  هناك فرقه و ان الخطأ خطأ الحكومه وخطأ الخطاب الدينى المسلم والدعاه المسلمين و خطأ التعليم و خطأ الدستور دون القاء اى لوم على الجانب الاخر بسبب ظروف الحدث يعمق احساس الضحيه بالاخوه المسحيين و يعمق الشعور بالاضهاد وانهم مغلوبون على امرهم و هو مسلك يبرر لضحيه اى ردود افعال مهما كانت متجاوزه وهو ما يدخلنا فى حلقه من الفعل و رد الفعل...والصحيح ان نقف لنواجه الجميع بأخطائه بشجاعه.

2-ان الحكومه لو تعتقد ان الامر لن يتجاوز الحوار و النقاش والهجوم الاعلامى بمظاهر الوحده وانهما كفيلان بتفريغ الشحن واخماد النيران دون اى التزمات من جانبها فهى بذلك تخطىء الحساب وتدفع الاقباط دفعا لطريق الوحيد و الكارثى و هو طلب ضمان حقوقهم من الخارج.

3-ان الفتنه والعنف الطائفى هى عرض من اعرض  لمرض وليست مرض....فنحن نعانى من ثقافه العنف من حولنا ...العنف الاسرى و العنف فى الشارع و المواصلات و اصحاب السيارات وفى طوابير الخبز و التحرش الجنسى والعنف السياسى طبعا الذى تجلى فى الانتخابات النيابيه الاخيره....وكلها اعراض لامراض الكبت السياسى و تقيد الحريات وغياب الديموقراطيه.

4-انه لا انفصال بين حقوق المسيحيين و المسلمين فالمجتمع كله مسلوب الحق....فاين هى حقوق المسلمين من مجموعه من عده اشخاص تعد على اصابه اليدين تحتكر مقاليد الحكم و تتنقل بين المناصب الهامه منذ اكثر من 30 عام.....اهولاء يمثلون كل المسلمين فى البلد..فلا عجب اذا ان لم يكن لمسيحيين  عدد قليل فى المناصب العليا..اين التدوير وليدلنا احد على شخصيه تدرجت فى الحياه السياسيه حتى وصلت لاعلى المناصب من خارج طائفه رجال الاعمال و اساتذه الجامعات من محاسيب الحكومه..وهولاء لا دين لهم الا ما ارتضاه السيد الرئيس

5-من قال ان المواطنه تعنى الدوله المدنيه او انها تساوى فصل الدين عن الدوله...و هل الاسلام ينكر  المواطنه بين المسلم وغير المسلم...وهل المسيحيين والكنيسه المصريه على وجه الخصوص ستؤيد الفصل و ابتعادها عن كل ما يخص الشان العام المسيحى و انكبابها فقط على الامور الروحيه.....اشك.

6-فى الشرق حيث مهد الديانات السماويه الثلاث...تتجلى منذ القدم ثنائيه الدين والدوله...حيث يتأصل فى قلوب شعوب المشرق توقير الدين و رموزه اللحيه ..الصليب....ولم تنجح موجات الاستعمار والتغريب المتتاليه على مر التاريخ فى صرف شعوب الشرق عن الدين او حتى دفعهم لتقصير فى اداء شعائره ولا التجائهم لدين كلما المت بهم الخطوب
لذلك فان تركيز الحل فى ثقافه الحذف من المناهج التعليميه-التى لا ادرى بحكم دراستى بمصر ما هى النصوص العنصريه بها-و المنع الفضائى لقنوات الدينيه وطمس الرموز الدينيه فى الشارع وتلك الامور التى لا تخرج عن تمصير و تعليب الافكار الغربيه لتطبيقها فى المشرق هى من قبيل فكر الاستسهال والتعامى عن الطبيعه المشرقيه....فاولا لم يكن الدين هو المسيطر على الدوله فى الشرق كحال الغرب و انما العكس ...كان الحكممن يستخدم الدين شرعيه لسيطره على الدوله...فلا نعرف فى تاريخنا منذ بناء الازهر فتره كان الازهر و علمائه هم اهل الحكم والمشوره.....و ثانيا ان اضهاد التدين واهله يدفع المتدين لتشدد وليس العكس  بل و يكسب  من التعاطف انصار يوم بعد يوم وليس ما حدث بايران ببعيد.....فسيطره الشاه زهاء ال30 عاما على مقاليد الحكم و اشتداده على الحوزات الدينيه و علماء الدين وكل ما يمت الدين بصله  و محاولته لنقل النموزج الغربىذاد المتدينين تشدد و تجمع حول نواتهم الصلبه من العلماء حتى كان الانفجار الشيعى الذى سيطر على البلاد و الحكم و امتداد لدول المجاوره .. وهذا يقودنا ان العلاج يكون بمقارعه الحجه بالحجه من العلماء المستنيرين الذين ياخذون بالاقوال الفقهيه الاقل تشدد و القساوسه الاكثر تسامحا...اى علاج الدين بصحيح الدين..وهذا هو الاقرب لطباع و عقول اهل الشرق

ان الحل ايها الساده بعد كل هذه الثرثره يكمن فى الديمقراطيه....و احترام و تنفيذ احكام القضاء ...و المشروع القومى

فالديموقراطيه الحقه هى التى ستحترم 
.ناخبيها من المسيحين و تنفذ مطالبهم ضمانا لاصواتهم
و احترام وتنفيذ احكام القضاء هو الحصن الذى يلجاء اليهالمسيحيين و المسلمين لضمان تنفيذ حقوقهم اذا تقاعصت الحكومات....فما اسهل ارضاء الجميع بقانون وما اسهل التقاعس عن التنفيذ.
و المشروع القومى الواحد هو الذى يدفع الجميع نحو المواطنه الحقه...فبه يخلع الجميع هويتهم عند تجمعهم عليه...و يعودوا لرتدائها عند تفرقهم الى منازلهم.



محمد عبد المحسن
القاهره-الحرفيين
6-1-2011.

الأحد، 2 يناير 2011

اسطول الحريه....و عقده الماسدا



بعيدا عن غبار الاستنكارات و الادانات و مشاعر الغضب من الاعتداء الاسرائيلى الاخير على اسطول الحريهو الذى ما يلبث ان ينقشع عن الكيان الصهيونى و هو ينفض الرمال عن ملابسه ماضيا فى طريقه باستهانه و اصرار اشد....فان الاعتداء الاخير يلقى الضوء على سياسه اليمين الاسرائيلى فى الفتره المقبلهو على ما ال اليه الكيان الصهيونى بصفه عامه بعد اكثر من ستون عام هى عمر الدوله اليهوديه على ارض فلسطين


يدرك الجميع ..او المعظم ان شئت الدقه ان الاعتداء لم يكن وليد تطور الاحداث وان الامر مبيت له من قبل مجلس الوزراء الاسرائيلى وان قرار استخدام العنف يحمل توقيع نتنياهو و فريق الصقور اليمينى المتشدد فى المجلس...و هنا ياتى السؤال على لسان الحلفاء قبل الاعداء ....لماذا كل هذا العنف....و لما هذا القدر من التحدى..و هذا يقودنا لاهداف الاعتداء المراد توصيلها لجميع الاطراف العربيه و العالميه ...الحليف و العدو

فاسرائيل تقول...انها ستتعامل بقوه وعنف لاى محاوله لكسر الحصارعن قطاع غزه دون اعتبار لجهه المحاوله دوله او مؤسسه مدنيه...وهذه عينه من التطبيق العملى الذى سيسرى على اى محاوله اخرى
و اسرائيل تقول انها اذا كانت تفعل ذلك مع الخطر الضعيف و الصديق الحليف-الاسطول كان عليه نشطين من دول انجلترا تركيا و النمساو هى دول لها ما لها من علاقات مع اسرائيل-فماذا تفعل مع الخطر القوى الملح-مشروع ايران النووى-و العدو القريب –سوريا و حزب اللهان اعلنتا الحرب عليها تضامنا مع اى اعتداء على ايران.
و اسرائيل تنذر العالم بردود افعالها المبالغه و الغير متوقعه ان هى تركت موضوع ايران معلق.
و اسرائيل تقول للعرب و يدها ملطخه بدماء المدنيين من دول حليف...لا مبادره... ولا سلام على خلفيه اى معاهدات سابقه...فقط السلام الذى يرضينا... بالشروط التى نحب... و فى الوقت الذى نرى...و بالحقوق التىنعتقد انا تخصكم
و اسرائيل التى تقول على لسان ايالون-انها لا تخشى احد-فلا ضغوط... و لا وساطه..و لا ورقه عمل..ولا اوربا...ولا قرارات امم متحده و منظمات مدنيه ترغمها على قبول ما لا ترضى
و اسرائيل ضجرت من لعبه المفاوضات غير المباشره فقد استنفذت غرضها...و لن تكسب من ورائها اى وقت جديد لتعيد ترتيب الاوضاع على الارض...وحان و قت تعقيد الاوضاع..و بطريقه لا تسمح بحفظ ماء وجه احد لا اميريكا و لا الحلفاء العرب-لاحظ ان نتنياهو الغى زيارته الى واشنطون بحجه الاعتداء وهو امر مبيت هو الاخر هربا من اى ضغوط قد يمارسها اوباما او اى خلاف علنى اخر بينه و بين الاداره الاميريكيه-و هو يعلم ان الولايات المتحده ستقف فى وجه اى قرار او فكره قرار بعقوبه... وهو بذلك يضع النقط فوق الحروف بالنسبه لقدرات اوباما المزعومه عن الحل و المومنين بها من الدول العربيه

هذا بخلاف الداخل الاسرائيلى....فلا يستطيع احد ان يزايد على الحكومه اليمينيهو لا يستطيع احد ان يلومها او يعترضها بالنفد...فهى فى حاله حرب من اجل الكيان الصهيونى....وهو ما تبدى مع تصريحات تسيبنى ليفنى رئيسه حزب كاديما و التى ابدت فيها تعاطفا و تقديرا للمبررات رد فعل القوة الاسرائيليه وهو الحزب الذى يفترض فيه انه منبر الوسط والمؤمن بحل الدولتين-وهو ما يدفعنا للقول ان كل اسرائيلى مهما بدا متوازن و عادل.. داخله جزء او نزعه تشجع اليمين و اليمين المتطرف وهو ما تبدى بانتخاب وزاره يمينيه بعد العدوان على غزه على عكس المفترض...ويبدو ان تلك النزعه تطلب المزيد مع كل جرعه عنف تتجرعها-.

هذه هى مجمل الاهداف و الرسائل التى تريد اسرائيل ان تصل لجميع....و قد يقول البعض و ما الجديد فيها فالكل يعلم هذا.....نعم و لكن اليمين يؤكد و يضع الخطوط الغليظه ليذكر و هو فى هذا اقرب الى افعال العصابات و فتوات نجيب محفوظ..ولا يرقى لاساليب و تكتيكات الدول فى زمن العولمه....ولكنها صبغه اليمين فى كل مكان و التى تجدها صارخه فى الحاله الاسرائيليه.

و حين نتنهد و نتراجع بظهور مقاعدنا للوراء نتبين ان الكيان الصهيونى على ارض فلسطين لم يعرف حاله ارتخاء قط منذ اعلان الدوله عام 48...فمن عدوان 56..الى حرب 67...الى حرب الكيبور73..الى اجتياح لبنان 81..الى حرب حزب الله 2006..و العدوان على غزه 2008..


و المدهش لاى مراقب ان الكيان الصهيونى يزاد توترا و عصبيه مع كل عام يزيد من عمر الدوله....و بقدر ما تزيد البقع الاستيطانيه وبقدر بناء كل مستعمره...فهى اشبه بسفاح تتراىء له ارواح ضحايا فى احلامه فيصحو منزعجا مهتاجا...او اشبه باضطرابات عدوانيه لامراه وصلت لسن اليأس...وهى لعمرى اضطرابات غريبه فى طول مدتها عجيبه لدوله ما زالت تحبو بمقياس عمر التاريخ.


و على الرغم من ضعف المقاومه و الوجود العربي الى حد التلاشى... وعلى الرغم من انعدام الفعل المؤثر او الرادع من اى منظمه عالميه او اى تجمع عالمى لاى انتهاك اسرائيلى—و الذى لا يخرج فى الغالب عن التعاطفا و غض البصر و فى اسوء الاحوال عميق الاستياء و طلبات ضبط النفس—الا ان الكيان الصهيونى لا يعرف الهدوء


و الراجح على ما يبدو ان اسرائيل هى التى تجد صعوبه فى الاعتراف بوجود دوله اسرائيل....و ان الكيان الصهيونى يجد صعوبه تقبل كونه دوله- تماما كرجل عصابات تحول لسيد مجتمع-او انه يخشى انه اذا سلم بالدوله و ركن الى وجودها...ستضيع الغايه و يفقد الرغبه فى الوجود ويبدأ بالنظر الى الداخل و هذا يعنى له انفراط الدوله و تلاشى الكيات


اذا فلا بد من خلق عدو كل يوم و خطر كل ساعه و توجيه ضربه او شن حرب و الا ضاعت الغايه و سقطت الهيبه وتراخت القوة فى حضن رخاء الدوله...من الاخر لن اعيش عيشه الافنديه...و هى حاله استنفار دائم تدفعه لحافه جنون لا شفاء منه الا بالانتحار.........فعلى ما يبدو يتصرف الكيان الصهيونى من عقده الماسدا.



فكيف بالله عليكم نتوقع سلاما مع كيان بهذه الشخصيه



محمد عبد المحسن

القاهره –الحرفييين
6/2010