الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

رومانسية يفرضها الواقع

  • قصور فى الرؤية اذا نظر الاخوان لنسبة ال45% التى حصدوها فى المرحلة الاولى على انها لا تتجاوز كثيرا ال 30 -35% التى اعلنوا انهم سيسعون لتحقيقها قبل بداية العملية الانتخابية...تجاوز لا يتناسب - فى رايهم - مع النواح و العويل فى الجرائد و برامج التوك شو..و لا مع القلق المكتوم فى الخارج الرسمى.
فالرؤية الصحيحة ان الداخل و الخارج ينظر لنتائج المرحلة الاولى على ان التيار الاسلامى حصد 65% من مقاعد المرحلة..لا يفرق بين سلف و اخوان..فحزب النور السلفى افسد على الاخوان خططهم....و اخل بالمعادلة السياسية الاخوانيه التى قبلتها الاطراف على مضض قبل الانتخابات.....فهل يفعلها الاخوان و يعيدون قراءة الواقع السياسى بمتغير نجاح السلفيين.

تصريحات المرشد للجماعة و الحزب بالتواضع و تطمين القوى السياسية و الاقباط تبقى  فى حيز الوعود و الكلام المعسول طالما لم يوازيها تحرك جرىء على الارض....فهل للجرأة مكان فى عقول مكتب الارشاد.
اصرار الاخوان الذى تبدى للجميع فى استراتيجية حصد كل مقاعد مرشحيهم فى الفردى و القوائم بالمرحلة الاولى...لا بد ان يتبدل الى استراتيجيى - تتبنى الجرأة - تترك بعض  مقاعد الفردى او القائمة - حسب ما تراه الجماعة او حسب الدائرة- لقوى سياسية غير اسلامية....سواء بأمر مباشر لافراد الجماعة او بترشيحات لمؤيديها او بأى الية اخرى تتفق عليها  - هم ادرى بالوسيلة.......للوفد مثلا.

 والوفد - فى رايى - هو الاختيار الانسب اذا وافق الاخوان على الاستراتيجية المقترحة....فله ميزة كونه محسوب على التيار الليبرالى  مما يدعم من عدد مقاعدهم فى المجلس و يرضى نخبهم الملتاعة...و ميزة ان له باع فى المهادنة و الانحناء -  اكتسبها طوال 30 عام مضت - و الوساخة السياسية تجعله الاختيار الافضل و الاطوع للاخوان عند تشكيل حكومة او وضع دستور.
اما القول انه لا يوجد حزب او قوى سياسية فى العالم تتنازل عن اصوات مؤيدها لفصيل اخر.....فالرد ان الاخوان قد فعلوها من قبل عدة مرات و ليست مرة واحدة - نحن نتكلم عن تنسيق سرى بيين الوفد و الاخوان على الدوائر و لا نتكلم عن تفريط من جانب واحد-.
و القول ان الوفد قد يمانع - ليس من قبيل المبدىء طبعا - شكا فى نوايا الاخوان...فمردود عليه ان وفد السيد البدوى ينزف من نتائج الحزب فى المرحلة الاولى و ليس له بديل اخر بعد ان خدعته الكنيسة ووجهت اصوات الاقباط للكتلة خلافا لاتفافهم - كما صرح بهاء ابو شقة لجريدة الحياة اللندنية - كما ان الوفد اصلا كان فى التحالف الديموقراطى الاخوانى.
كما ان القول ان ما يخسره الاخوان من مقاعد قد يصل لايدى السلفيين ...فالرد ان التنسيق مع الوفد يحبط هذة الفرضية التى ان حدثت فمهما حصد السلفييين فمكانهم  فى المعارضة....فلا يوجد قوى او فصيل سياسى - حتى الاخوان - على استعداد لتحالف معهم ليتجاوزوا نسبة النصف من مقاعد البرلمان...فالكل حتى الثوار لا يريد دورا مباشرة فى العملية السياسية المقبله.
تبقى الضمانة الاخيرة للاخوان - لتشجيعهم على تبنى ما سبق - هى ان اى انخفاض فى نسبة ال 40%  التى حققها الاخوان بتباع الاستراتيجية السابقة  يسهل جبره فى المرحلة الثالثة...فنحن نتكلم عن المرحلة الثانية فقط حتى  يتبين لهم نجاحها من فشلها و من ثمة الاستمرار او التوقف  عن اتباعها.
كل ذلك يرسل  اشارات التطمين الحقيقى من الاخوان لداخل و الخارج - و العسكر - بعد ان صار حجمهم غير مخيف و مطمئن...و يتماشى مع اصوات العقل بالجماعة التى ترى ان التغيير لابد ان يكون تدريجى و بنجاح موازى  على المستوى الاقتصادى و الاجتماعى ( امن/ صحة/ تعليم) يلمسه المواطن.
ما فات قد يبدو رومانسية سياسية حالمة....لكنى اراه شجاعه و جرأة تفرضها معطيات الواقع السياسى لكل من يريد ان يعتلى القمة دون ان يتغافل عن اتجاة الريح ووعورة الطريق .....فصعود ثابت متأنى ...افضل من صعود سريع يتبعه سقوط اسرع - و معه التجربة الاسلامية السياسية كلها - بأغراء النصر القريب الدانى .
                                                                               الا قد بلغت...اللهم فأشهد.


محمد عبد المحسن
        القاهرة
     12-12-2011

الأحد، 11 ديسمبر 2011

المال

فتى البعض ان الاخوان قد تواصلوا لاتفاق مع العسكر بعد جمعه 18 نوقمبر- جمعة الوثيقة - يرضى الطرفان و ان هذا ظهر واضحا فى انسحابهم بعد صلاة المغرب من الميدان...و هو ما يفسر امتناعهم عن النزول للميدان بعض فض الاعتصام يومى السبت و الاحد التاليين.....و انا اتفهم هذة الطريقة من التفكير  اذا صدرت من العامة او معتصمى التحرير و الاخيرين  كانوا فى انتظار مدد الاخوان فاذا بهم يخذلونهم و يتركوهم فى مواجهة بطش الداخلية منفردين - من منطلق ان الحياد فى الحرب خيانة -  .......و لكن ان يأتى هذا التفكير من النخبة فهذا يعنى ان النخبة فى مصر توقفت عن اعمال العقل و تركت نفسها نهبا لانفعال  اساسه الخوف و الشك...خاصة و هى النخبة التى سارعت بعد نتائج المرحلة الاولى  لاعلان ان الصدام بين العسكر و الاخوان قادم لا محال - و هو اعلان اقرب للامنيه و الامل منه لتحليل- فكيف يتأتى هذا و ذاك...الاتفاق و الصدام.

رايى المتواضع - وهو بالمناسبة راى اى مدقق هادىء  لا تحركه فزاعه الاسلاميين- ان الاخوان بالذات و ليس السلفيين قد توقفوا تماما عن عقد اى اتصال مع العسكر او اى جهى رسميه منذ الاربعاء قبل جمعه الوثيقة مكتفيا بأظهار العضلات و الترهيب بالحشود فى مليونية 18/11 ثم تركوا العسكر و السلمى يتخبطون فى كيفية رد الفعل كسبا للوقت حتى تقترب الانتخابات.
و عندما حدث فض الاعتصام السبت و الاحد التاليين ..اشتم الاخوان رائحة مؤامرة و بدا لهم ان الفخ ينصب لجذبهم لشارع و من ثم الصدام حتى تكون الذريعةلالغاء الانتخابات الوشيكة - و هو راى له واجهته على الرغم من اساسه الخوف ايضا و لكن من يرى فض الاعتصام الثانى و يرى الداخليه و العسكر يتركون الميدان بعدها يستغرب الهدف من الاصرار على الفض العنيف -  فأمتنع الاخوان عن النزول و المشاركة ..حتى مع طلب العسكر لهم بالنزول - طبقا لتسريبة احد قادة الجماعة - حتى يتم احتواء الحشود وترشيد المطالب  الا ان مكتب الارشاد استمر فى التطنيش لكل مطالب و اتصالات العسكر..برضوا كسبا للوقت...بل انهم فى سبيل تجنب اى صدام ابدوا مرونة فى مسئلة تعيين الجنزورى .
تصاعد غضب العسكر من تجاهل الاخوان للازمة على الرغم من تصاعدها - احداث محمد محمود - و بدا لهم انهم يتجنبون اى تفاوض او تباحث قبل الانتخابات...و بدأ الشك من نية الاخوان ممزوج بالخوف من ضياع فرصة الاتفاق على وثيقة جديدة قبل الانتخابات....و هو الغضب الذى اعلن عن نفسه مع بديات عمليه فرز المرحلة الاول بتصريحات اللواء شاهين بأن البرلمان القادم لا يملك حق تشكيل الحكومه او محاسبتها او سحب الثقة من احد وزراءها.....و هو التصريح الذى بدا للاخوان جر شكل و دفع للاتصال و الاستفهام بداية لتفاوض...فجاء رد فعلهم بالمزيد من البرود و التصريحات المائعة...التى اكدت للعسكر ان الاخوان ماضيا فى طريق الانتخابات  حتى نهايته قبل اى تفاوض.....فالتفاوض اى تفاوض هو تنازلات تقدم من الطرفان  والاخوان لا يريدون تنازلات الان يندمون عليها لاحقا بعد نتائج الانتخابات من منطلق...لية اتنازل اكتر لما ممكن اتنازل اقل...

ومع نتائج اعادة المرحلة و اكتساح الاخوان كما فى سابقتها ...فقد العسكر صبرهم و انفجر غضبهم فى سلسلة متسارعة من التصريحات على لسان اللواء الملا - الخاصة بتشكيل اللجنة التأسيسية و ميزانية الجيش - و التى بدت للبعض بداية صدام و للبعض الاخر  من المعسكر الليبرالى طوق نجاة و جزاء مستحق على اكتساح الاخوان و طمعهم....بل بدت نشوة التشفى فى ترديد البعض لنغمه  مش قولنا الدستور اولا ..خليهم يلبسوا بنعم  اللى قلوها - وهو مشهد محزن حقا ان نرى النخبة و القوى السياسية لا تبالى بأثار صراع كهذا على البلد من اجل التشفى و الانتقام من منطلق( يا أنا.. يا مفيش ).....ولكن حقا هل سيكون هناك صراع...لا اعتقد فلو اراد العسكرى الصدام حقا لكانت تصريحات الملا و وضع المجلس الاستشارى من الدستور قد صيغ فى مواد ملحقة بالاعلان الدستورى و نشرت بالجريدة الرسميه بدون مقدمات كما حدث سابقا فى قانون الانتخابات.....لكن العسكر بيهوشوا بس بالجامد....و كل ما يريدونه هو التفاوض مع الاخوان.....نعم كل ما يريده العسكر هو المال و الوضع المالى من الدستور الجديد......ضمانات  بميزانية مفتوحة و اموال المعونة الاميريكية بلا مراقبة او مسائلة من اى جهة ...مسائل ضوابط اللجنة التأسيسية و البنود الفوق الدستورية لا تهمهم مطلقا...دى وسيلة فقط لتفاوض مع الاقوى سياسيا و هم الاخوان...و حشد التأيد و المؤازرة من الاضعف سياسيا والاقوى اعلاميا و هم الليبرالين...يعنى تغطية للهدف الاهم....المال.