- قصور فى الرؤية اذا نظر الاخوان لنسبة ال45% التى حصدوها فى المرحلة الاولى على انها لا تتجاوز كثيرا ال 30 -35% التى اعلنوا انهم سيسعون لتحقيقها قبل بداية العملية الانتخابية...تجاوز لا يتناسب - فى رايهم - مع النواح و العويل فى الجرائد و برامج التوك شو..و لا مع القلق المكتوم فى الخارج الرسمى.
فالرؤية الصحيحة
ان الداخل و الخارج ينظر لنتائج المرحلة الاولى على ان التيار الاسلامى حصد
65% من مقاعد المرحلة..لا يفرق بين سلف و اخوان..فحزب النور السلفى افسد
على الاخوان خططهم....و اخل بالمعادلة السياسية الاخوانيه التى قبلتها
الاطراف على مضض قبل الانتخابات.....فهل يفعلها الاخوان و يعيدون قراءة
الواقع السياسى بمتغير نجاح السلفيين.
تصريحات
المرشد للجماعة و الحزب بالتواضع و تطمين القوى السياسية و الاقباط تبقى
فى حيز الوعود و الكلام المعسول طالما لم يوازيها تحرك جرىء على
الارض....فهل للجرأة مكان فى عقول مكتب الارشاد.
اصرار الاخوان الذى تبدى للجميع فى استراتيجية حصد كل مقاعد مرشحيهم فى
الفردى و القوائم بالمرحلة الاولى...لا بد ان يتبدل الى استراتيجيى - تتبنى
الجرأة - تترك بعض مقاعد الفردى او القائمة - حسب ما تراه الجماعة او حسب
الدائرة- لقوى سياسية غير اسلامية....سواء بأمر مباشر لافراد الجماعة او
بترشيحات لمؤيديها او بأى الية اخرى تتفق عليها - هم ادرى
بالوسيلة.......للوفد مثلا.
والوفد - فى
رايى - هو الاختيار الانسب اذا وافق الاخوان على الاستراتيجية
المقترحة....فله ميزة كونه محسوب على التيار الليبرالى مما يدعم من عدد
مقاعدهم فى المجلس و يرضى نخبهم الملتاعة...و ميزة ان له باع فى المهادنة و
الانحناء - اكتسبها طوال 30 عام مضت - و الوساخة السياسية تجعله الاختيار
الافضل و الاطوع للاخوان عند تشكيل حكومة او وضع دستور.
اما
القول انه لا يوجد حزب او قوى سياسية فى العالم تتنازل عن اصوات مؤيدها
لفصيل اخر.....فالرد ان الاخوان قد فعلوها من قبل عدة مرات و ليست مرة
واحدة - نحن نتكلم عن تنسيق سرى بيين الوفد و الاخوان على الدوائر و لا
نتكلم عن تفريط من جانب واحد-.
و القول ان الوفد قد
يمانع - ليس من قبيل المبدىء طبعا - شكا فى نوايا الاخوان...فمردود عليه
ان وفد السيد البدوى ينزف من نتائج الحزب فى المرحلة الاولى و ليس له بديل
اخر بعد ان خدعته الكنيسة ووجهت اصوات الاقباط للكتلة خلافا لاتفافهم - كما
صرح بهاء ابو شقة لجريدة الحياة اللندنية - كما ان الوفد اصلا كان فى
التحالف الديموقراطى الاخوانى.
كما ان القول ان ما
يخسره الاخوان من مقاعد قد يصل لايدى السلفيين ...فالرد ان التنسيق مع
الوفد يحبط هذة الفرضية التى ان حدثت فمهما حصد السلفييين فمكانهم فى
المعارضة....فلا يوجد قوى او فصيل سياسى - حتى الاخوان - على استعداد
لتحالف معهم ليتجاوزوا نسبة النصف من مقاعد البرلمان...فالكل حتى الثوار لا
يريد دورا مباشرة فى العملية السياسية المقبله.
تبقى
الضمانة الاخيرة للاخوان - لتشجيعهم على تبنى ما سبق - هى ان اى انخفاض فى
نسبة ال 40% التى حققها الاخوان بتباع الاستراتيجية السابقة يسهل جبره
فى المرحلة الثالثة...فنحن نتكلم عن المرحلة الثانية فقط حتى يتبين لهم
نجاحها من فشلها و من ثمة الاستمرار او التوقف عن اتباعها.
كل
ذلك يرسل اشارات التطمين الحقيقى من الاخوان لداخل و الخارج - و العسكر -
بعد ان صار حجمهم غير مخيف و مطمئن...و يتماشى مع اصوات العقل بالجماعة
التى ترى ان التغيير لابد ان يكون تدريجى و بنجاح موازى على المستوى
الاقتصادى و الاجتماعى ( امن/ صحة/ تعليم) يلمسه المواطن.
ما
فات قد يبدو رومانسية سياسية حالمة....لكنى اراه شجاعه و جرأة تفرضها
معطيات الواقع السياسى لكل من يريد ان يعتلى القمة دون ان يتغافل عن اتجاة
الريح ووعورة الطريق .....فصعود ثابت متأنى ...افضل من صعود سريع يتبعه
سقوط اسرع - و معه التجربة الاسلامية السياسية كلها - بأغراء النصر القريب
الدانى .
الا قد بلغت...اللهم فأشهد.
محمد عبد المحسن
القاهرة
12-12-2011