بعد ثوره 25 يناير و خاصه ...و منذ بدء ايام الحظر ...و بعدما
اصبح الشأن السياسى هو الموضوع الغالب على ألسنه البسطاء قبل المثقفين و
عليه القوم.. تبنى المعظم نظريه المؤامره فى تفسير كل حدث و واقعه تحدث على
ارض مصر و اصبح معيار الذكاء و المفهوميه و البراعه فى الوصول لتحليل
الواقع السياسى هو عدم التصرف مع الوقائع و الاحداث بطريقه مباشره...بل
البحث عن ما وراء الخبر بربطه بكل ما حوله من اخبار اليوم او الامس او حتى
اخبار البلاد المجاوره...بل ربطه بالاشائعات المتدوله اذا لازم الامر....و
مع شيوع مصطلح الثوره المضاده- الله يسمحه هيكل- و فلول النظام البائد...و
مليشيات امن الدوله شاع استخدام نظريه المؤامره فى تحليل كل شارده ووارده
انطلاقا من مخاوف كل فصيل سياسى و مصالح كل فئه و رغبه البعض فى شيوع هذه
الوسيله لصرف النظر عن اهدافه.. بل و استخدامها فى الابتزاز احيانا.....و
بل و رغبه البعض ان يبقى الثوره متقده بجذب اوتار توتر المجتمع بهذه
النوعيه من التحليل....حتى و صلنا فى بعض الاحيان الى اتهام الثوره نفسها
انها جاءت من اجل كذا و كذا بعيدا عن الاسباب الطبيعيه المعروفه- اخرها ما
كان من مستر ابراهيم حسن الذى اتهم الثوره انها جاءت لالغاء الدورى لحفظ
ماء و جه الاهلى-و قد وضح للمصرى بفطرته بواخه هذه الطريقه فظهرت النكات
على زلزال كريت و انه لم يكن زلزال طبيعى و انما كان تهديدا للمجلس العسكرى
ليسرع فى تنفيذ طلبات الثوره.
يتبدى هذا واضح
بفجاجه فى واقعه فجر السبت 9 ابريل بميدان التحرير و كلمه مبارك لقناه
العربيه.......ففى الاولى...اليس غريبا من من صدعوا رؤسنا و وملئوا نفوسهم
خوف و هلع من الثوره المضاده و فلول النظام ان يتوقفوا عن تفتيش المشاركين
فى المليونيات الاخيره...اليس غريبا ان يتعاملوا مع من قدموا انفسهم كضباط
جيش بسلامه نيه لمجرد انهم يلبسون اللباس العسكرى....اليس غريبا ان لا
يطلبوا التأكد من هويتهم..اليس غريبا الا يتسألوا لماذا قدموا بلباس
العسكرى...اليس غريبا ان يسلموا اذانهم لاحاديث عن فساد الجيش و المجلس
العسكرى فى هذا الوقت و هم من حذروا مرارا و تكرارا من احداث و قيعه بين
الجيش و الشعب......او لم يكن حمقا ان يستمر البعض فى الاعتصام بعد مواعيد
الحظر دون التأكد من نقاء المجموعه الباقيه للاعتصام و مع شك البعض- كما
قالوا بعد ذلك و كما فى كل كارثه- من وجه بعض المعتصمين و كل ذلك من اجل
ماذا ان يتم تنفيذ طلبات المليونيه -محاكمه مبارك و اعدامه- و هو الامر
الذى قد يحتاج شهورا....اولم يكن ضربا من الغباء ان يتبدى للجميع ان الجيش
يريد الضباط الواقفين وسط المعتصمين فيمتنع المعتصمين عن
تسليمهم....لماذا....هل قدم هولاء الضباط للميدان و معهم من المستندات و
التسجيلات ما يدين المجلس العسكرى و سيضيع كل هذا بتسليمهم....ام ان الضباط
وعدوا المعتصمين بالتوجه فى الصباح لنائب العام للادلاء بأقوالهم التى
تدين المجلس و خوفا عليهم قرر المعتصمين حمايتهم...ام ان روح العربى البدوى
القديمه تقمصت المعتصمين ....انا لا ادين المعتصمين و لا ارفع الخطأ عن
المجلس العسكرى فكلا الطرفين اخطأ....و المحصله طبقا لما هو رسمى اصابه71 و
مقتل شخص لم تجرؤ صحيفه قوميه او خاصه او حزبيه او مستقله او حتى موقع
الكترونى ان تصفه بالشهيد.....و ماذا افرز الحدث من تحليلات...اراء غريبه
تدعى الذكاء و المعرفه من قبيل...فى مشكله جوه المجلس العسكرى و صراع على
كرسى المشير و ان احداهم- سامى عنان- اوعز بالعمليه لتلويث طنطاوى و القفز
على الرئاسه..او ان المجلس العسكرى قلق من مطالب المحاكمات لان ذلك قد يكشف
حجم الفساد الداخلى فى الجيش- مع العلم انه لا توجد شخصيه واحده من
المطلوبين كانت جزء من المؤسسه العسكريه حتى قيام الثوره....او ان الجيش
تولى اداره الدوله بصفقه مع النظام السابق و انه بات يمهد الطريق لعودته
حتى لا يفقد ما كان يحظى به من مميزات- الا يعنى الجيش مع النظام او مع
الثوره مش حيحافظ على نفس المميزات و يمكن اكتر بعد الثوره مع مناده البعض
بتبنى النموزج التركى عند وضع الدستور-..لا استطيع سوى ان استعير المصطلح
الاميريكى....بول شيت.....اقسم بالله انى لاصاب بالاعياء و اضطراب الجهاز
الهضمى مع تحليلات تصدر من ثوار و مثقفين بهذا الشكل... .
نفس
الامر يتكرر فى كلمه مبارك لقناه العربيه....تحليلات من قبيل اشمعنى الوقت
دا...بيستغل اللى حصل من الجيش فى الميدان-و كأن مبارك خطط لما حدث فى
الميدان متوقعا رد فعل الجيش فأرد ان يوقع بين الشعب و الجيش الذى هو
الضمان الوحيد حتى الان لتوفير محاكمه عادله طبقا لاجراءات القانون العادى و
بعيد عن فكره محاكمات الثوره-....و تحليل اخر من قبيل الجيش سمح له
بالكلمه يجس نبض الشعب يمكن يصرف النظر عن محاكمه مبارك-يلمح هنا الخبيثون
شديدى الذكاء الا ان اجراءات الاقامه الجبريه تشمل منع الاتصال بالعالم
خارج شرم الشيخ...مع اننا نسمع يوميا عن مكالمات بين علاء و العائله و
خديجه ووالدها بل و زيارات لمبارك من قاده الخليج او مندوبيهم-....بل يسرع
البعض محذرا من الاثر العاطفى للخطاب على شعب المصرى-الابله المريض
بالحساسيه العاطفيه- متجاوزا عن حقيقه ان هذه العاطفه قد خبت حتى شارفت على
الرماد بعد موقعه الجمل و بعض مضى ستين يوم من التنحى تكشف فيها تلال من
الفساد و الافساد و استغلال النفوذ ومص ضرع الدوله لحساب عائله مبارك حتى
باتت معظم فائت الشعب تتمنى رؤيته لتنهش لحمه هو و العائله او على الاقل
تلعن سلسفيل اهله ليل نهار مع كل تخقيق مع مسئول سابق ومن تبقى على العشره
حتى و لو كانت ضنك يبدى تعاطفه على استحياء و حذر وهو يغمغم حتى لا يتبين
المستمع كلامه- وهم فئه باتتلا تشكل خطر من وجودها و انما تثبت شمول
القاعده-.
لماذا لم ننظر للامر على اساس ان مبارك
شديد التخوف هو و العائله من البهدله...لماذا لا نربط بين التوقيت و قرب
مثول نجله جمال امام جهاز الكسب غير المشروع- و الذى بات يحبس 15 يوم على
ذمه التحقيق مع كل طلب استدعاء رسمى- وهل يقوى جمال المرفه ابن القصور و
الفيلا على البقاء فى السجن او رؤيه الشماته فى وجوه رفقائه القدامه
بالمزرعه ساعه واحده....لماذا لا نقول انها محاوله يائسه لحفظ ماء الوجه
...لعل و عسى تظل التحقيقات فى الحيز الذى يحافظ على كبرياء مبارك و
العائله مادام يعلن التعاون بأى صوره.....لماذا لم نتسأل و لماذا قناه
العربيه دون غيرها..الا لانها ملكه السعوديه الدوله التى لحت على مبارك ان
يلوذ بها ومازالت تلح على المجلس العسكرى لسماح لمبارك باللجوء اليها و لو
تحت ادعاء العلاج....و لكن لأ نحن لسنا بهذه المباشره التى هى شيمه البسطاء
و الاغبياء منهم على وجه التحديد....بل نرغى فى الحدث حتى تصير الرغوه
كافيه ليومين او ثلاثه من اللقاءات و المداخلات الهاتفيه على برامج التوك
شو و التحليلات السياسيهو النفسيه بل و حتى الموسيقى- اى ولهى منى الشاذلى
استضافت خبير ليكشف اللحن الموسيقى و التون الذى استخدمه مبارك ليكون خطابه
مؤثر و يصل بالمستمع لجى سبوت العاطفى(قمه النشوة)- بل ووسيله لنؤكد على
حقيقه الثوره المضاد وخطوره الفلول- حتى الجيش بقى يقول فلول فى بيانه
بنلبس بعض نفس الطاقيه- حتى بات ظهور الشمس من المشرق و انقضاء اليوم فى 24
ساعه كلها علامات تشير الى ان الفلول لازالت تعمل... .
من كثره ما خوفنا انفسنا فقدنا البوصله فى تقييم الاحداث... فلم نعد ندرك
ما يستحق التأمل و الحذرخوفا من الثوره المضاده و الفلول -عشان محدش يزعل و
يقول انى بنفى وجودها- و ما يؤخذ كما هو ببساطه و مباشره فى حدوده... دون
فذلكه و تضخيم و هلع هستيرى............خلاصه القول نحن نشغل انفسنا فى 90
فى المئه من الوقت بالثوره المضاد والمذهب الفقهى (ماذا لو)....او فى القاء
القاذورات كل واحد على الاخر-كل فصيل سياسى يهاجم الاخر و يلقى عليه التهم
و انه يسرق الثوره و سيكون اللى حيخربها و يقعد على تلها-دون ان نلتفت
لمستقبل الايام و الخطوات القادمه ....و اولها الانتخابات البرلمانيه- التى
لا نعرف حتى الان اتكون فرديه و لا بأم القايمه-.....و قديما قال المصريون
العاطفيون اللى بيضحك عليهم (اللى يحضر العفريت يا يصرفه... يأمه ميحضروش
