الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

اعلام ليمان طرة

و ذات صباح نستيقظ بعد اشهر قليله من الثوره- و ليس سنوات- ....و نقرر اليوم ان نتصفح الجرائد بتمعن و نشاهد الفضائيات كلها بعيدا عن النت و البرامج المنتقاه و اعمده من نثق بهم من الكتاب و المدونين لنفأجىءان كل من كانوا على قوائم العار من الاعلاميين و  الصحفيين و الادباء لا يزالون فى مواقعهم و صحفهم يكتبون و يناقشون و يحللون...المصرى اليوم تفرد اعمده اسبوعيه لوحيد حامد و لميس جابر و محمد سلماوى و مفيد فوزى  و لميس الحديدى و مصطفى الفقى و عبد اللطيف الميناوى و حمدى رزق..كل هولاء بجوار مصطفى النجار و طارق الغزالى حرب و محمد امين و احمد الصاوى و جلال عامر و وحمدى قنديل و الشوبكى و نافعه و الاسوانى...راس براس...و الاهرام لازالت على العهد مع عبد المنعم سعيد و عبد العظيم درويش و جمال زياده-نجم كليب بدله المشير- و مرسى عطا الله و جابر عصفور و القعيد و مجموعه نواب رؤساء التحرير..مع اسامه الغزالى حرب لزوم ان الكبسوله تتبلع..فى حين يهرب عمرو عبد السميع لليوم السابع..الخ الخ.. ولا يزال ياسر رزق ربيب صفوت الشريف يمتطى صهوه اخبار اليوم مدعى المصداقيه و انه خلافه مع النظام قديم..و ندهش حينا نرى اداء اسامه هيكل كوزير للاعلام..او أخر وزير اعلام كما اسمته حكومه شرف ...فنجد الصحفى الوفد المعارض قد تحول مع المنصب لمتحدث اعلامى لمجلس الوزراء و المجلس العسكرى..و نرى تصريحات تدافع عن كبت الحريات و اغلاق الجزيره و مد قانون الطوارىء قبل ان تتبلور باكوره اعمال بفاصل المشير و هو يتجول ببدلته السوداء فى شوارع وسط البلد- و كأن كرسى وزاره الاعلام يحمل فيروس نجاسه يصيب اعتى العتاه بدأ الميوعه و تلبيس الحق بالباطل حتى لو كان عبد الحليم قنديل من سيجلس عليه........ ثم نكشف ان الريسفير يحمل لنا قنوات التقطها  سى بى سى 1..سى بى سى 2...سى بى سى دراما...النهار و ما هى ايام و تصدمنا اعلانات فى كافه الجرائد بحجم صفحه كامله لخيرى رمضان و لميس الحديدى تعلن عودتهم على هذه القنوات ببرامج توك شو ...لتتحول ليافطات عملاقه فى شوارع و ميادين القاهره تحمل صورهم بأبتسامات عريضه ووجوه متألقه من لمسات الفوتو شوب...و ينضم اليهم خالد صلاح من اليوم السابع على النهار صاحب المكالمه المشهوره و هو يتفق مع رجل اعمال الحزب الوطنى على خطه عمل الجورنال  و ازاى حيقرطس الناس و يلبسهم السلطانيه لحد ما يجر رجلهم لجورنال..و قبلها صاحب التوك شو الفاشل و الذى لم يستمر عام على اون تى فى ...لتكون الخاتمه مسك بعد رمضان بيافطات اخرى عملاقه فى الميادين تعلن عن عوده تامر امين- بسحنته و روج الشفايف الذى لا ينفك يطلى به شفايفه المقشفه- على مجموعه قنوات تسمى الأل تى بى.....ممكن حد يقول لى ازاى...امال ثوره ايه و تطهير ايه...وحياه جديده خاليه من الفاسدين ايه.....كيف؟

البعض يقول ان هذا امر متوقع ..فلا زالت المؤسسات الصحفيه و الاعلام الحكومى تمتلى ببقايا النظام مبارك و اعضاء امانه الاعلام بالحزب الوطنى...و ان الجميع يعلم اشياء عن و على الجميع و بقاء هولاء امر طبيعى و مفهوم فالبعض- من من اتت بهم لجنه يحى الجمل- يحمى نفسه ببقائهم خوفا من يكشفوا علاقتهم مع النظام السابق و هم الذين يبدون شرفاء اصحاب اقلام حره منذ ولادتها على الورق ..و الحكومه هى الاخر وعدت ثم تقاعست عن تطهير هذه الكيانات ..فاليبقى الوضع كما هو عليه حتى اشعار اخر ...و لكن اذا كان الامر كذلك فى كيانات الاعلام الحكومى فما بال الاعلام الخاص يحتوى هولاء و يوفر لهم المنصه و البوق....و اذا كان الاعلام الحكومى لا يبالى بضعف توزيع او غضب قارىء على اساس انه مال عام مش بتاع ابوهم يعنى....فكيف يخاطر صاحب رأس المال و يروج لبضاعه و منتج ابطاله كانوا طريدو الثوره و الشعب منذ اسابيع و ليست سنوات  .

المهندس/محمد الامين مالك....ايوة.... اهلا و سهلا...كمل يا بنى....ايه محدش يعرفه ..غريبه و لا انا برضوا بس الغريب انه صاحب قنوات السى بى سى... رجل غير معروف للعامه و لا يعطيك مؤشر البحث على جوجول اى نتائج شافيه عن شخصه و اصل اعماله و ثروته...هو فقط كما يبدو رجل يملك مال  و اراد استثماره فلم يجد سوى المجال الاعلامى....فكون شركه اتصالات و حصل بموجبها على ترخيص بث السى بى سى على النايل سات..... اليس من العجيب ان يبدأ رجل بث قناته الوليده و التى يدفع فيها حر ماله بخيرى رمضان و لميس الحديدى...و هل هو مؤمن بمهنيه الجوز لدرجه التى تجعله يخاطر بماله كله ايماننا بأنهما سينجحا و يعود لهم حب الجمهور- اشك - ينطبق الامر على صاحب قنوات ال تى بى ...الذى يقامر هو ايضا على تامر امين و الذى لا يعرف من المهنيه سوى الضغط على حرف الثاء و السين......مره اخرى رجال اعمال....وراء كل خبور رجل اعمال ينفخ دخان السيجار....و لا ننسى ان صاحب المصرى اليوم رجل اعمال....ايوة المصرى اليوم ما هى مش منزله من السما فهى الان  تفرد اعمده للفلول و الادعياء بدعوى الرأى و الرأى الاخر...او بدعوة ان لهم تاريخ و باع لا يمكن مسحه و اغفاله....و لسه احمد الصاوى بطل يكتب بها و استقال من سكرتريه التحرير و طلع الشروق و هو يغمز على تدخلات رئيس تحرير و صاحب صحيفه......رجال اعمال مره اخرى ...احد المكونات الرئيسيه فى كوكتيل سلطه النظام السابق.....مش نظريه مؤامره ولهى ..انا بكره  استسهال التحليل بنظريه المؤامره....و لكن بالله عليكم رجل كصاحب السى بى سى لم يتم الاربعه اشهر  على بث قناته  فتنهمر عليه الاعلانات و تتبرعم قناته لثلاث قنوات ...و يشترى 4 مسلسلات حصرى فى رمضان....ثم نفاجىء بالصحف و الفضاء الاكترونى ينشر اخبار ان رجل الاعلام الوليد الذى لم يكمل شهره الرابع يشترى مجموعه قنوات مودرن سبورت....ثم اخبار اخرى بعدها بأيام انه استحوذ على 85 فى المائه من قنوات النهار التلفزيونيه الوليده ايضا....لا مؤخذه هو بيجيب فلوسه من الشارع......واضح ان الرجل يعمل بأمواله غيره...اموال القابعين فى ليمان طره ....هولاء الذين لا يزالوا يحركون الامور بهواتفهم المحموله و لاب توبتهم من وراء الاسوار - و يحركون اصبعهم الاوسط فى بعض الاحيان لمحامى المدعين المدنيين-  ...هولاء الذين يتبعهم الاعوان و الانصار و المستفيدين القدماء الذين يبغون ان يظل مناخ السيوله السياسيه و الاقتصاديه هى الحال الغالبه على الحياه فى مصر حتلى يجدوا مفرا لهم و لاموالهم.. ...لو مش مصدق طالع الجزء الاول من حوار هيكل مع الاهرام الجمعه قبل الماضيه و التى غمز فيها ان السوق الاعلامى المصرى و الاعلانى يدار من لندن.....لندن حيث يقبع الهاربين من رجال الاعمال و ابناء ساده النظام السابق مثل ابن صفوت الشريف الذى كان يسيطر على سوق و توزيع الاعلانات فى مصر- يوجد 3 شركات فى مصر تسيطر على 90 بالمائه من السوق الاعلامى التلفزيونى فى مصر....الاعلانات التى ترفع قناه و تكون سبب تألقها و استمرارها....و تخسف بأخرى و تفلسها.....و قديما درسنا بكليه تجاره ان المنتج الذى يملك سلعه قد يلجأ الى طرح سلعه اخرى منافسه لها نفس موصفات الاولى و لكن بغلاف و شكل جديد حتى يكسب عدد اخر من المستهلكين بعد توقفت الاولى عن جذب المزيد.....و اذا كان الشعب قد انف الاعلام الحكومى و مال للاعلام الخاص ....فلم لا يكون هناك اعلام خاص بشكل مميز يحمل موصفات و اهداف اعلام الحكومه......و لكى تسرى اللبوسه فى مؤخره الشعب بسلاسه تقدم هذه القنوات فرصه لنجوم لطالما طالعوا الناس من ميدان التحرير ..فرصه برامج بجانب برامج خيرى و تامر و و لميس ...لعمرو حمزاوى و عبد الرحمن يوسف و مجدى الجلاد و خطيب الثوره مظهر شاهين.....و هنا تكمن المشكله...فوجود هولاء و من تبعهم من جمهور المثقفين و السياسيين  الذين يتوافدون اسرابا كضيوف على برامج هولاء لمجرد الرغبه فى الظهور و التواجد على اى وسيله مرئيه خلقها ربنا - وكأن المثقفين لا يكتفون بمشاحنتهم و اختلافهم التى اضعفت الثوره حتى قرروا ان يكونوا معول هدم لما تبقى من وعى الشعب - يعطى لهذه القنوات مصداقيتها و شرعيتها و ارضيتها فى عقول و قلوب جمهور المشاهدين....قد يشيح البعض بايديه فى و جهى قائلا انهم يتابعون خيرى و لميس و مثقفى و كتاب الصحف و لا يجدون فى هذه الصحف او القنوات او برامجها ما يثير او يهاجم الثوره او يدافع عن النظام السابق....و لكن الامر لا يأتى هاكذا مباشر فمهما يكن فهولاء نجوم عصر مضى جاءت الثوره فالقت بهم على قارعه الطريق و لوثت شرفهم   و وصمه مهنيتهم بالعار ...ثوره اذاقتهم ايام سوداء و ليلى يأس و احباط و غيظ ادمى شفاههم من العض عليها....فمهما بدوا محايدين و مهنيين و مع الحق و العدل و الشعب.... فقلوبهم لم تنسى الاساءه...و لا يزل بينهم و بين الثوره  تار بايت و هى التى لم يمضى عليها سبعه اشهر.....الله اعلم بنيات عباده و بسرائرهم ولكن...كيف تحول هولاء من مواله النظام او امساك العصا من المنتصف منذ شهور قليله الى الرغبه فى مناصره الحق و العدل و كل ما هو جميل...و اذا صح ان الهدايه نزلت على قلوب البعض و تبصروا الخاتمه فى محاكمه مبارك فالعقل يجبرنا على ان نحزر من البعض الاخر....و لا كلهم اهتدوا و بقوا شرفاء و بيقيموا الليل....ثم من قال ان الامر هجوم و على الثوره و دفاع عن النظام السابق ....يكفى بث مشاعر الحيره و الاحباط من الجو العام....و تعميم الضبابيه و الاختناق فى الحياه المصريه- و انت لوحدك حتلعن ام الثوره-....هولاء كما يقول رجال الامن خلايا نائمه غير مكلفه بمهام الان...و لكن عند الضروره سينفذون ما يطلب منهم....و كيف يرفضون طلب من صاحب مال اخرجهم من غيابت الجب و اعادهم لاضواء الكاميرات و مطبخ الاحداث  .
..و قديما صدق العرب على قول الله تعالى ان بعض الظن اثم.....و لكنهم اضافوا ان بعضه الاخر من حسن الفطن



انتبهوا يرحمكم الله....و لا تلتفتوا لهذه القنوات...................................... او على الاقل لا تجعلوها مصدركم الاخبارى الاول للمعلومه و التحليل   .



محمد عبد المحسن
        القاهره
27/9/2011