الخميس، 23 يونيو 2011

اللى مش فلول ...ومش ثورة

فى الثورات... اى ثورة لا يحفل التاريخ الى بطرفين فقط ...من قاموا بالثوره و من حاولوا اخمادها...(الثوره المضاده) ...اما باقى جموع الشعب فلا يلتفت التاريخ اليهم الا لماما...و لا يعترضك فى كتبه و ادبيات العصر الا عبارات من طراز و( التفت جموع الشعب حولها)...(و دخلت الثوره كل بيت)...(و اقيمت الاحتفالات فى كل مكان).....فاذا ما تذكرنا ان التاريخ يكتبه المنتصرون و اصحاب القوه...و اذا عرفنا ان الثوره يقوم بها فى الغالب 2-3 فى المائه من ابناء شعبها..و يحاول اخمادها من 1-2فى المائه من المنتفعين و اصحاب المصالح  فى بقاء الوضع السابق من ابناء الشعب- وهى نسب قد تزيد او تنقص 1-2 فى المائه من حاله الى اخرى و او دوله الى اخرى....يتبقى لنا حوالى 90 فى المائه من افراد الشعب  لا حس و لا خبر عنهم فى صفحات التاريخ.... فاذا ركزنا فى مصرنا المحروسه و لم نعرج الى دول اخرى...و لنختر مثلا ثورات التاريخ الحديث.....ثوره القاهره الاولى و الثانيه ضد المستعمرين الفرنسيس ....قام بها ابناء البلد و قاومها بجانب المحتل اصحاب المال و المصالح و بقايا المماليك المتوطئين مع الاحتلال كان احد اسباب فشلها بجانب القصف المدفعى طول حصار القاهره -حتى ضاقت الارزاق و شح القوت و ضجت العامه- و اخد بالك العامه... يعنى ال90فى المائه او ال60 فى المائه بعد خصم المتعاطفين....المهم ان نسبه اللى مش مع دول او دول كانوا احد اسباب فشل الثوره و ضد مين ...ضد المحتل الغاصب الكافر الا اننا نجد التاريخ لا يذكر عنهم شىء الا و صفه لهم بالعامه.

و عندما تحرك الجيش و قام بأنقلاب يوليو -الذى تحول فيما بعد الى ثورة يوليو- كان تعداد مصر حوالى العشرين مليون نسمه قامت مجموعه منه هى الجيش بالثورة .. فاذا علمنا ان الجيش المصرى و قتها لم يكن يتجاوز ما بين ال30 او ال50 الف و ان من قاموا بالانقلاب او الثوره و حدات معينه و اسلحه بعدد محدود من الضباط- هم الضباط الاحرار- يعنى مش الجيش كله....و ان من رأت الثوره انهم ضدها و هم اصحاب الاملاك و الاعيان و السياسيون القدماء و اصحاب الالقاب و رجال الملك السابقين- و هم صراحه لم يكن لهم مقاومه تذكر- لا يتجاوزوا البضعه الالاف....فنحن امام ثوره لم يشارك فيها 96 فى المائه من ابناء شعبها....الا اننا لا نرى لا فى ادبيات او شهادات من عاصروها -ومازالوا بيننا احياء- ولا فى افلام ومسلسلات جيل يوليو او جيل الحلم و الانكسار اى شهادات تشرح و توضح سيكولوجيه ووقع الثوره على ال96 فى المائه ..الا من قبيل نفس العبارات قابلت جموع الشعب الثوره بالفرح....و التفت جموع الشعب حول نجيب...فى حين ان الحركه تبلورت فى ثوره لها مبادىء على الارض فى عام 53 اى بعدها بعام ....فما كان وقعها على الجموع و ماذا كانت ردود افعال الشعب على تدريج القرارات من مجلس قياده الثوره......و اذا كنا نعلم يقينا ان قوانين الاصلاح الزراعى قد لاقت قبولا ذاد من شعبيه الثوره ...فماذا كان رد فعل المتعلمين و الطلاب و اعضاء التنظيمات السياسيه و الرافضين لسلطه الملك و المؤمنين بالديموقراطيه و المفكرين و الادباء من الغاء الدستور  ثم الغاء الاحزاب و تجميد الحياه النيابيه....؟؟؟؟؟؟

و فى ثورتنا هذه ...اشترك 8 مليون من ابناء الشعب  خرجوا فى جميع المحافظات -طبقا لاقصى التقديرات- و هى نسبه عاليا سجلنا بها رقما قياسيا جديدا...الا انه تبقى اكثر من سبعين مليون لم يشاركوا وهما قطعا ليسوا من الفلول و ليسوا من الثوره المضاده  و ليسوا من محبى مبارك....فهولاء لا يتعدوا عشرات الالاف........كما انهم ايضا ليسوا جميعا من المتعاطفين المؤيدين لثوره .

اننا نتحدث عن الذين خشوا من الثوره على توقف الدورى العام....الذين نزلوا ارض الملعب فى مباراتى تونس و الاتحاد السكندرى و لم ينزلوا ايام 25-28 لشراء علبه سجاير...نتحدث عن الشباب الذى لا يحمل بروفيله على الفيس بوك سوى الاغانى و الكليبات الكوميدى و الاشعار الرومانسيه و اهداف ميسى...و لا يشير عن الثوره الا كليبات توفيق عكاشه و احمد اذبيدر...الشباب الذى لا يزل جل همه تكبير عضله الباى قبل الصيف عشان القميص النص كم ابو استك....الشباب الذى لم يرى فى اللجان الشعبيه سوى جو مثير رومانسى لمكالمات المحمول باليد اليمنى- للحته بتاعت سنه اولى- و اليد اليسرى تشير بالسيف او السنجه لسياره القادمه على الكمين- اللى حتسلى الليله- بالتفتيش بطريقه الامناء.

نتكلم عن الرجال ذو الشوارب و الكروش و اصحاب الحرف و الورش و السائقين والتجار و المزارعين و العاملين بالسياحه و  القطاع العام و القطاع الخاص- اللى مش حيأخذو بونص السنه دى- الذين لا يكفون عن سب الدين لثوره-استغفر الله- و شباب الثوره بتوع الفيس بوك الصيع المتشردين اللى مورهمش شغلنا و لابيوت مفتوحه-مش عارف جابوا الكلام دا منين- اللى خربوا البلد و حرقوا الاقسام و ونهبوا البلد و مش حيسكتوا الا لما يجيبوها الارض.
بل نتكلم عن اصحاب التعليم العالى و الخاص - ابو فلوس و دولارات- المحاسبين و المهندسين و الفنانين و مديرو الشركات الكبرى شباب و رجال الذين يرون الامر محض هراء و تضيع للوقت لان لا شىء سيتغير لان البلد مينفعش معاها حريه و ناسها مينفعش معاهم غير واحد زى مبارك

نتكلم عن الذين قضوا ال18 يوم بتوع الثوره و ما بعدها يشاهدونها على فضائيات الجزيره و العربيه و برامج التوك شو  مع نص لب ابيض على سودانى مملح و لم يزهقوا يغيروا القناه على موجه كوميدى و لا الام بى سى...( حولوا الخره دا الواحد نفسيته تعبت ..هو احنا مورناش حاجه غير الزفت الثوره).

نتكلم عن البسطاء من اصحاب العبارات مثل..(سرقه ..سرقه بس كنا عايشين فى امان)........(يا عم ما هى طول عمرها بتسرق..بس كنا عارفين ناكل عيش)...(عجبكو كده اهو الحال واقف مبيتحركش و الاسعار ولعت....عملت ايه ام الثوره بتاعتكم).

نتكلم عن الايجابيين...الذين كان كل ايجابيتهم ان استغلوا الثوره فى بناء دور او اتنين مخالف....او الذين سارعوا لبناء الدور المسلحه على الاراضى الزراعيه ..الذين يبيعون السلع بأعلى من اسعارها استغلالا و ....الخ الخ


ان تاريخ هذه المرحله ليزال قيد التدوين..وانها لفرصه لان لا نتركه يهمل هولاء كعادته على الرغم من كونهم الاكثريه- شئنا ام ابينا- فلماذا لا ندير حوارا لنعلم لماذا اصبح هولاء على تلك الشاكله....لماذا يقاومون التغيير و يبدون اللامباله و كأنهم يعيشيون فى عالم موازىاو كأنهم رعايه دوله اخرى و مبيتين عندنا و حيمشوا قريب...كيف نصل اليهم و نجذبهم للمشاركه و التفاعل الايجابى......و ليتذكر كل من تحدثه نفسه بأن لا نوجع دماغنا بيهم ان كل منا يصطدم بهم يوميا افرادا او جماعات ... فيصيبونا  منهم التشاؤم و يجعلون المرء يحس ان الثوره مقضيا عليها لا محاله.


فهولاء من نسعى لتأسيس الاحزاب بهم....و من نحاول ان نعرض عليهم برامجنا و نظرتنا لمستقبل مصر............و هولاء مهما كانت ارائنا فيهم من سيصوتون على الدستور القادم ......و هولاء من سيختر اعضاء البرلمان بمجلسيه الشعب و الشورى.... ومن سيختارون الرئيس القادم.........اى الذين سيحددون الخريطه السياسيه لمصر فى السنوات القادمه.

فلا يستوى ان ندعو لتوافق و بعدم اقصاء تيار سياسى على حساب اخر فى الشارع السياسى ............و نحن نقصى جل الشعب عشان نريح دماغنا.             


و قبل هذا و بعده انهم اصدقائنا و عماتنا و خالتنا و زملاء العمل الذين بادلناهم و بادلونا الموده و المحبه و الاحترام...و الذين نريد لنا و لهم و لبلدنا الخير.


ملحوظه؛ برجاء كل من يقرأ المقال ان يكتب رأيه و تصوره لتعامل مع الامر....يمكن الفضاء الالكترونى يحل الموضوع دا كمان....و لنا عوده بأذن الله


محمد عبد المحسن
القاهره
23/06/2011