الثلاثاء، 7 فبراير 2012

حكايى النائب المحترم مصطفى بكرى

النيابة تقرر احالة قضية ( التمويل الاجنبى) و التى تضم 19 متهما يحملون الجنسية الاميريكية الى محكمة الجنايات و الخارجية الاميريكية تبدى قلقها من القرار .
الخبر هو الاخير فى سلسلة الاخبار الخاصة بالقضية ..و هى القضية التى لم تلقى الاهتمام الواجب من جانب المحللين السياسيين و الفضائيات و خاصة فى الشق المتعلق بالمنظمات الاميريكية و 19 متهم الاميريكين حيث اكتفت الفضائيات و منظمات المجتمع المدنى بأثارة الموضوع بشكل عام على الرغم من اهمية انعكاس دلالاته على ما وصل اليه اداء المجلس و فكره فى ادارة المرحلة الانتقالية.

المجلس غير المناسب فى المكان غير المناسب فى الوقت غير المناسب .....هى معضلة المجلس التى - شأنه شأن الكثيرين من كبار السن اصحاب الخلفية العسكرية و الجهل شبة المطبق بالعملية السياسية - لا يراها فى نفسه على الرغم من تصاعد و تنامى الانتقاد و الاحتقان من ادائه السياسى..فهو لا يرى مدى تخبطه و ارتباكه المزعوم  و شأنه شأن الكثيرين  من المكابرين لديه من المبررات و الحجج التى يسوقها لنفسه - او التى يسوقها مستشاريه و مريديه - ما يدفعه للاعتقاد بل و الايمان ان اداءه لا يشوبه ما يعيب....الا انه و من خلفه مستشاريه لا يكف عن البحث عن اسباب الغضب ضده....من اين يأتى الخطأ.

بالطبع الخطأ من الاخرين ....و حتى لا اطيل كان التمويل الخارجى هو الجهة و السبب الاخير فى سلسلة تبدأ بالفلول مرورا بالاعلام و ائتلافات الثورة و 6 ابريل و الاناركين و الاشتراكيون الثوريين...فهو السبب ال>ى لا ينفى خطاء اتهامه بتحميل الجهات السابقة  مسئولية الغضب المتنامى تجه و لكنه - فى عقيدة العسكرى- الذى يثبت صحة تواطئها جميعا...و هو السبب الجاهز المقنع القدرى الميتافيزيقى الذى يصلح لكل زمان ومكان.
ولكن...و لكن التمويل له شقين...شق عربى و اخر غربى...الا ان التمويل العربى يبقى عديم التأثير فى حالة الاحتقان الحادث ..لانه يصب بأكمله فى حسابات جماعات الاسلام السياسى..صبرا ..ليس لسب الشائع من تواصل الود بين الطرفين و الاتصالات التى بدأت و لم تنقطع من 11 فبراير- وهو الشائع الذى لا اميل له - و لكن المؤامات بين المجلس و قوى الاسلام السياسى لا تقم فى رايى على مجرد التواصل - وهو موجود و لكن بدرجة اقل كثيرااااا من الشائع - و لكن على خشية كل منهم لقوى الاخر و عدم رغبته فى الصدام معه لذا يبقى الخلاف تحت السطح و لا يظهر للعامة...الا فى حالات نادرة و هو ما يهم المجلس.
كما ان التويل العربى لا يتم بمعزل عن تصريح و ربما تحريض غربى....اذا فالمشكلة غربية ...اميريكية على وجه الخصوص....امريكا خلف الجميع اذا...و اذا اضفنا الى ذلك المشكلة الاقتصادية التى تمسك بخناق العسكر و مماطلة صندوق النقد و الجهات المانحة و الاتحاد الاوربى و امتناع العرب عن تقديم المساعدات التى وعدوا بها - وهو الامر الذى يرى العسكر انه بتحريض اميريكى ايضا و معهم الكثير من الحق فى هذا -على الرغم من محاولات العسكر ترضياتهم فى موضوع مبارك...بات واضحا للمجلس ان الاميريكان يريدون تركيع العسكر - وليس مصر - و اظهار فشله .
ملحوظة ؛ قد يضيف بعض الخبثاء وقوف اميريكا رافضة بشدة اى محاولة للعسكر للاستمرار فى السلطة حتى لو جاءت عن طريق مرشح رئاسى عسكرؤى يصل لمقعد الرئيس فى انتخابات نزيهه.
ومع صعوبة اثبات تمويل الاحزاب و الاعلام ...كانت منظمات المجتمع المدنى الهدف الواضح السريع لهجوم العسكر....و لكن عناد العسكر فى موضوع ال19 اميريكى عناد لم تعهده اميريكا من حكومات مصر المتعاقبة فيما يخص رعايها و لا رعايا اسرائيل ممن ثبت حتى ادانتهم بالتجسس - كان يكفى العسكر ترحيلهم و اغلاق مقار هذة المنظمات - الا ان العسكر يقف متحديا مشفيا رغبته فى الانتقام و باعثا لعدة رسائل اهمها:
1- انه قادر على الايلام  و جرح كرامة النسر الاميريكى - فهو يعلم حساسية اى موضوع يتعلق بمواطنين اميريكين رهن الاحتجاز و من بينهم ابن وزير النقل الاميريكى -.
2- انه لا يبالى بأفساد العلاقة بين اميريكا و مصر الثورة - وهو الافساد الذى قد يظل لفترة بعد زوال العسكر-.
3-انه يحرج اوباما و ادارته فى وقت غايه فى الحساسية و هما على وشك الدخول لمعركة الانتخابات الرئاسية ضد صقر جمهورى و رعاياهم قيد الاحتجاز.
 وهو فى كل ذلك يثق فى ان نفس الادارة ستقف جاهدة لعرقلة قطع المساعدات العسكرية من الكونجرس.. مرة لان قد يضع اميريكا فى عداء مع مصر الثورة و يشحن راى عام مصرى - لم ينسى موقف اميريكا الملتبس من مبارك- ضدها و هو امر قد يطول....و مرة لان الاسرائلين سيضغطون على اوباما فى نفس الاتجاة من اجل استمرار معاهدة السلام .
 وهو فى كل هذا يملك ورق تفاوض فى وجة مماطلة الغرب و العرب فى تقديم المساعدات - هذا كله طبقا لحسابات العسكر و التى ستثبت الايام مدى دقتها مع التصعيد الاميريكى الذى اراه قادما لا محال.
بعد اللت و العجن دا...ما دخل مصطفى بكرى بالموضوع.........؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صبرا ..صبرا...مصطفى يا سادة اخر الصحفيين ذوى الشعبية بين العامة - شئنا للاسف ام ابينا - الذى لا يزال - وسيظل - على علاقة متينة بالعسكرو اذا كان كثيرين قبله يملكون شعبيته و اكثر بين الثوار و حزب الكنبة قد تساقطوا بفعل الخلافات مع العسكر ...فبكرى لا يرى الخلافات بقدر ما يرى فرصة ان يكون حسنين هيكل المجلس العسكرى الجديد...و هو نوع من الصحفيين الذين اذا قربتهم السلطة و جلس مع اصحابها يمتلىء حبور و احساس بالعرفان و الجميل بتكرمهم عليه بهذا الشرف و يظل مدينا بالدفاع عنهم و عن افكارهم و توجهاتهم مهما حدث - و لنا فى مواقفه من القذافى و صدام نموذج و مثلا - لذا لن نستعجب اذا علمنا انه على اتصال تليفونى يومى ببعض قادة العسكرى- و ما المؤامرة الاميريكية السابقة الا رأى هولاء البعض الذى اصبح رأيه بالتبنى - ...فاذا اضفنا تركيبته القومية العربية الناصرية فان مجرد الضغط على ذر الاميريكان و الصهاينة بأصبع العسكرى- كفيل بأشعال مواهبه الخطابية على صفحات جريدته و تحت قبة المجلس...و مع علما بكراهيته التى لم يخفها للبرادعى منذ ظهوره على الساحة السياسية المصرية ....فأن كلمته امس بمجلس الشعب تبقى متسقة مع كل ماسبق.
و نحن هنا نعترف بسبق بكرى فى تطوير فن المنولوج و انه بأداءه يزيح توفيق عكاشة و مرتضى منصور من عرش الكوميديا السياسية....فهنيئا لاهالى حلوان و مايو بنائبهم البرلمانى المحترم