الخميس، 8 مارس 2012

وفاة العم البرازيلى

رجل متوسط الحال مات عمه الذى يعيش فى البرازيل فهبطت عليه ثروة كبيرة من الاموال و الشركات...هاكذا يبدو الشعب المصرى بعد ثورة يناير...و الرجل لا يفهم فى الاموال و لا ادارة الشركات و امور الاستثمار ...و جل ما يريد ان يحافظ على الارث من الضياع و السرقة ومن الافاقين و النصابين و الانتهازيين الذين انسالوا عليه من كل حدب يقدمون النصائح و يعرضون الخدمات...الامر اذا كيف يحافظ على الثروة و يرفل فى نعيمها و بالمرة يريح دماغه من الوش....يشرب اللبن دون ان يحلب البقرة... يميل عليه احد اصدقائه القدامى..يا حج ريح نفسك  الموضوع سهل...شوف لك حد يكون فاهم يدور لك الهم دا...
-دا مين دا ...و اجيبه منين ...و اعرف منين ان كان بيفهم و لا حيطلع حمار- مش الحمار اللى فى دماغ القارىء-.
- اعلان فى الجرنان... حيجيلك ياما..دى البلد مليانة ناس فاهمة...المهم الامانة..:" يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ "
انت محتاج حد يكون قوى و امين يا عم الحج.
ربما يكون هذا الجواب على كل ما حدث فى انتخابات الشعب و الشورى ...و ما سيحدث فى انتخابات الرئاسة...ربما يكون هذا جوابا على دهشة ابراهيم عيسى فى مقاله امس عن ثرثرة المرشحين لرئاسة...استغراب عيسى من كون اى من مرشحى الرئاسة لم يقدم برنامج متكامل تفصيلى لرؤيته فى ادارة مصر فى السنوات الاربع القادمة كما يحدث فى كل الدنيا....و غاب عن عيسى كم يغيب عن كثيرين فى خضم التسرع ان مصر تختلف عن كل الدنيا...ليس لان اهلها معاقيين او ناقصى اهلية...و لكن لان الديموقراطية جاءت لهم فجأة...كثروة العم البرازيلى...فمن الظلم ان نطلب منهم ان تكون ممارساتهم لديموقراطية من ما انتهت اليه تجارب الامم عاشت الديموقراطية و تنفستها من قرنين على الاقل ... الطفل لا يجرى قبل ان يتعلم المشى...و لا يمشى الا بعد ان يتعثر مرات....فكيف تطلب من مواطن امى او مواطن يحمل البكالريوس و يشاهد نشرة التاسعة على الاولى..او من مواطن يقرأ الجمهورية - وهم كثر-ان يبحث عن البرنامج الانتخابى - الاقتصادى السياسى الخارجى الاجتماعى-لذلك المرشح الرئاسى او ذلك الحزب فى انتخابات الشعب و الشورى يفنده و يمحصه و يزنه مع باقى البرامج...تماما كصاحب الثروة الذى لا يستطيع ان اجراء مقابلة شخصية للمتقدم لمنصب مدير على اساس فنى مهنى....الشعب لخص...المشكلة مشكلة ادارة...و الادارة محتاجة  مديرخبرة...لو مش موجودة او مش قد كدة يكون على اقل ناشف و امين........الاخوان بدوا على قدركبير من الخبرة و قبل كل ذلك هم اهل امانة لم يسمع عن احداهم شبة فساد او تربح ...و شكلهم منا عارفينهم و عارفين اعلامهم من زمان...فذاك العريان و هذا ابو الفتوح و حبيب و الشاطر...نجوم فى عالم السياسة ...ناس اتمرمطت برضوا...و السلفيين دول اهلنا ...اخى او ابن عمى او جارى ...البقال اللى بشترى منه...و فى القرى بالذات و المناطق النائية تزيد الحميمية....لكن مين عماد جاد و مين ادوارد الخياط...مين فاطمة ناعوت او كيت و كيت من الاسماء و الصور اللى احتلت قوائم الليبرالين و اليسارين....و الانسان عدو ما لا يعرف....و الامام فى المسجد بيحذرنا منهم....وهم اصلا مش مقبولين....لا ياعم خلينا فى اللى نعرفه.....لم يكن الدين و الخطب النارية على المنابر السبب الاول ابدا....و لكنه دائما فى تقديرى يأتى الاخير او قبل الاخير فى قائمة من الاسباب اولها كما قلنا ...القوى ..و الامين الثقة الذى نعرفه...او نعرف اللى يعرفه...و بما ان الناس لا تعرف الليبراليين و لا اليسارين و بما انهم لا يعرفون من يزيكيهم و لكن يعرفون من يحذرهم منهم - و هذا خطىء اليسارين التاريخى الذى يكرره الليبرالين مقعد على الجنب بعيد عن العامة و نقاشات و تنظير وسط حلقات من دخان الغليون و السيجار..والشيشة فى الاونة الاخيرة -يبقى ياعم خلينا فى الاخوان و السلفيين نديهم فرصة...و دلالة ذلك ان وجوه حمزاوى و النجار و الشوبكى و تدعيم الاعلام لهم كسر حاجز المعرفة مع العامة ...فكان فوزهم دليل على ثقة العامة على الرغم من الدعاية الاسلامية الشرسة المضادة...( جملة اعتراضية)...الناس محتاج وقت - سنوات او عقود لن تكون كثيرة فنحن لا نزال فى مرحلة الفطام السياسى الديموقراطى و ظنى اننا لن نستهلك نفس المدد التى استهلكت الامم الاخرى ...فنحن نتحرك و الكتالوج امامنا و لن نتعثر كثيرا كغيرنا من الامم التى كانت تتخبط فى الظلام بلا دليل من تجارب  انسانية سابقة المهم الا نيأس و نستمر فى التوعية..(انتهت الجملة).
قس ما سبق على انتخابات الرئاسة القادمة....فما جدوى البرنامج الانتخابى لمرشحى الرئاسة فى مصر 2012..حتى لو كان من وضعه هيكل فى الخارجية و زويل فى العلوم و النجار و البيبلاوى فى الاقتصاد و غيرهم من اعلام مصر ...ما جدوى تأثير ذلك على الناخب لمرشح مثل حسام خير الله ..او عبد اللة الاشعل...او خالد على...لاشىء لن تتغير عدد الاصوات التى سيحصل عليها اى منهم ...بل ولن يلبس التردد ناخب اراد موسى او العوا فأربكه برنامج خالد على و هذا ايضا يسحبنا لنوعية الناخب التى لن تحدث فرقا ايضا عند قرائته للبرامج مهما كانت ثقافته.....فمهما كان سوء برنامج البرادعى - على افتراض استمراره فى الترشح- لم يكن يمنع الكتل الثورية و الليبرالية المؤيدة له من انتخابه.و العكس صحيح مع حزب الكنبة....اذا نحن نتكلم على الثقة و الميل...الثقة فى  القوة و الامانة عند العامة...و تأيد الثورة و مطالبها عند الثوار....و الميل فى الحميمية و الدين عند العامة....و الايدلوجى عند الثوار و المثقفين....تأكيدا لذلك ان الجميع يعلم - بل و يتخوف من جمهور عمرو موسى...و لكن  ينسى ان نفس الجمهور او اكثريته هم من انتخب الاخوان فى الشعب و الشورى ...فأين الدين من مرشح اشتهر بالخمر و السيجار....واين تأثير التيارات الاسلامية و منابرهم من ناخبين اختاروا موسى او شفيق....ان اقتناعنا بما سبق قد يدفعنا للاطمئنان -بل لتأكيد- بأن مرشح الاخوان المفاجأة...لن يكون مفاجأة الا للاخوان انفسهم - اذا دعموا احد خارج الاسماء اللامعة على الساحة الان -ففكرة ان الاخوان  اول ما يشوروا على مرشحهم الناس حتجرى وراه هو قصور فى رؤية الاختلافات بين انتخابات البرلمان و الرئاسة...و هو انهزام  و استسلام عقلى امام نتائج الانتخابات البرلمانية و حكم نهائى على من انتخبوا الاخوان فى البرلمان بالتبعية و الدوران فى فلك الجماعة الى ما لا نهاية...فقصر ما يفعله الاخوان مع مرشحهم هو ضمان حصوله على توقيع ال 30 نائب و الاعداد الجيد لحملته الانتخابية دعائيا...و حتى اصوات افراد الجماعة له موضع شك مع وجود ابو الفتوح مرشح لرئاسة.................و نكمل بعدين ان شاء رب العالمين

الثلاثاء، 6 مارس 2012

القصة...باختصار

يرتكب المرء الحماقة ثم يجلس بعدها يفكر فى دهشة اين كان عقله عندما اقدم على ما اقدم عليه...تجتاح المرء رغبة طاغية تنبع من العدم فتنصهر لها اعمدة المنطق و المبادىء فيستسلم لقوة الفيضان القاهرة ثم يتأمل نادما اثار ما حدث بعد انحسار الماء.... يبتعد خطوات عن جوهر نفسه المشع و هو ينظر لها غير مصدق  من مفاجأتها المخيفة.... .و فى كل مرة يتلفت المرء حوله متوجسا من شاهد راقب هذة الظاهرة المتباعدة المخيفة ...و عندما لا يجد... ينهار زافرا حامدا اللة على الستر... هذه بأختصار القصة ...قصة رجلان ....رجل اسمه البلكيمى اعتمد السلف منهج دين و دنيا فنصح الناس و الزم نفسه ....قاوم نوازعه و قاوم قيم المجتمع ...عاند ادميته و عاند السلطه...خفضته اكف رجال امن الدولة تعذيبا و رفعته المنابر خطيبا فى بلدته يحرم تغير خلق اللة بالتجميل او التحسين....ثم داهمته فوهة بركان خامد - او هاكذا ظن- فى لحظة ...لحظة نشوة...لحظة نعمة ...لحظة قوة لم يكن يتصور ان تكون له...فيض من النور بعد سنوات من الظلام...نور فلاشات الكاميرات و اضواء القاعات و عينان و جسد لم يكنا معدا لاختبار من هذا النوع.... فأستسلم لرغبة ..ربما تكون من الميلاد ..ربما نصيحة زوجة او صديق...توصية طبيب ووسوسة شيطان عقدة مراهقة....فغير فيما نادى ان لا حيلة للمرء فيه...وكما كان يكرر المعصية تجر الاخرى فالاخرى ...الخيط  البارز فى قطعة الصوف المشغول....جذبة فيتداعى النسيج.....غير فكذب...فكذب...و لم يسعفه اللة بالستر كما يسعف كثيرين منا مرات و مرات.....انكشف الغطاء فتبدت العورة..فطرد من الجنة.....انها مأساة اغريقية....اكثر من اربعون عاما فى عمر رجل تنهار ....ليبدأ من جديد....و قصة طبيب اقسم على حماية اسرار مرضاة ..فكشف العورة بحجة مصلحة المجتمع ...و قدوة النائب الذى لا يكذب....و احقاق الحقيقة....ثم تمادى عابثا بالعورة-بوقاحة- بحجة المزيد من التوضيح ....فلم يترك جريدة و لا فضائية توك شو الا و صرح متطوعا.....هذة هى القصة بكل بساطة.....رجل لم يسعفة ستر اللة...و رجل امعن فى الكشف.
و على الرغم من المأساة التى يعيشها البلكيمى الان ...و على الرغم من اعتذاره و استقالته من الحزب و المجلس ...الا ان كل هذا لم يشفع للاقلام و الصحف التى ادمنت الاحداث المتلاحقة و الفضائح فى ان تفرد الاعمدة لكتابها لشرح و التوضيح و الاستنتاج و ايجاد الدلالات و التفلسف لذهاب الا ما هو ابعد....الى الى تيار الاسلام السياسى كله ....3 مقالات فى التحرير ...2 فى الشروق ....و عشرات فى باقى الجرائد ...و لم ينتبه البعض لسبق النائب و الحزب فى الاعتذار و الاحتجاب بالاستقالة و هى السابقة التى انقرضت من المجتمع السياسى المصرى منذ عقود .....لم ينتبه البعض لطبيب المدعو عبد الفتاح و تفريطه فى قيم مهنته ولا لتصريحه الذى يكشف موقفه الحقيقى ....ان مستشفاه لم تجر جراحة قط لملتحى منذ 25 سنة..وان هذة اول و اخر مرة ....لم نجد احد يخاطبة نقابته على الموقف القانونى من تطوعه بالادلاء بأقواله دون سؤال- من جهه رسمية- عن اسرار مريضه بل على العكس....اندفع الصحفيين لحضور المؤتمر الصحفى الذى عقده لتوضيح الحقيقة( كمان مرة عشان الحبايب)...
النائب اخطأ لا شك ...و الحزب اخطأ لا شك عندما اختار كوادر غير موثوق فيها حتى لو تحجج بضيق الوقت...ولكنه لم يعاند او يكابر و اعترف و صحح ودشن سابقة...قد نتقبل او لا نتقبل و هذا حقنا....و لكن العدل يقول ان موقف الطبيب هو الاخر يحتاج وقفة.... الاعتدال مطلوب....فالجرم انسانى شخصى اقرب منه سياسى... و الرجل نال الكفاية فيما تبقى له من حياة على ظهر هذا الكوكب.....والضرب فى الميت حرااااااااام........فاللهم استرنا فوق الارض و تحت الارض و يوم العرض عليك .