لا طالما كنت استنكر من يحاول ان ينقد افكار و تحليلات الاستاذ هيكل
...خاصه هولاء الذين يتجاوزون فى نقدهم الى السباب و التجريح...و لا طالما و
لا زلت اعتقد ان هيكل مفكر يملك رؤى كل عصر وانه لم يحبس نفسه فى تفكير
الخمسينات و الستينات من من القرن الماضى و ان استمراره فى القراءه و
مخالطه السياسيين و الصحفيينفى العالم جعل مصفاه عقله و فلاتره متغيره لا
يعلوها الصدأ كما الكثيرين من من هم فى تلك المرحله العمريه.
و قد
خرج علينا الاستاذ بعد الاحداث ثلاث مرات....الاولى فى الجزيره عندما كان
مبارك يصارع للبقاء ...و الثانيه فى العاشره مساءا عشيه التنحى...و الثالثه
ولا اعتقد انها الاخيره فى التلفزيون الرسمى فى مصر انهارده.
و فى
كل مره كان التحليل يخاطب المرحله بمعلومات المرحله المتوفره..و بتحذيرات
مبطنه ...تراه لنظام...و تراه لجيش....و الاخيره لثوره و الثوار
و
التحذيرات الاخيره لثوره و الخاصه بالثوره المضاده و بقاء الرئيس السابق فى
شرم الشيخ..هىالاكثر شيوعا فى الصحف و المواقع الالكترونيه و هى الاكثر
مشاركه على الفيس بوك......و حازت رضا و قبول المعظم سواء من قرأ او شاهد
الحلقه.
و هى التحذيرات التى يتبدى لى الاستاذ فيها و قد خرج علينا
بقميص ابيض مفتوح مشمر الاكمام و بنطال رمادى ...لابسا روح الثوره
القديمه...متشحا بافكار ثوره يوليو...هاتفا بافكار و مقترحات و تحذيرات
تفتقد للبناء السليم معتمده على مخاوف و اطلال و ضلالات عصر مضى بمرشحاته و
فلاتره السياسيه الصدىء
فما قال الاستاذ عن موقع شرم الشيخ يصلح
لاثاره المخاوف قبل التنحى....و قبل قيام المجلس العسكرى بتولى زمام
الامور....و ما معنى القول-بالله عليكم- بان الرئيس فى شرم الشيخ قريب من
الاسرائيلين ...و هل وجود الرئيس مثلا فى المانيا يجعله بعيدا عنهم....و هل
وجوده فى اى مكان على ظهر الكوكب فى عالم ضاقت فيه المسافات و تيسرت فى
الاتصالات بين اركانه يجعل من الصعوبه الوصول لمبارك...الا اذا كنا نعنى
تبادل الزيارات ايضا للوشوشه -لحسن حد يسمع و ياخد باله-و ما فائده مبارك
للاسرائيلين الان ...بل و ما فائده الاسرائيلين لمبارك الان بعد ان تم نسفه
من المشهد السياسى المصرى....و القول انه بعيد عن الجيش و قريب من القوه
الاميريكيه الان....ماذا يعنلى ...ان القوه الدوليه فى شمال شرم ستحميه حتى
لو كانت اميريكيه كما يقول-اميريكا لا تراهن ابدا على كارت محترق مثل
مبارك-...او ان الجيش حيستبعد المسافه و ميرحلوش لو عازه عشان
التكاليف....ثم بافتراض ان كل هذا صحيح فمن يحمى الرئيس الان....الجيش
الثالث مثلا ..هذا يعنى بالتبعيه ان الامر مؤامره وان المجلس الاعلى للقوات
المسلحه متورط ضمن مؤامره لاعاده الرئيس للحكم حين تحين الظروف المناسبه
او ان الجيش الثالث اعلن العصيان و البقاء على ولاءه لمبارك....ثم القول ان
الاتصالات بين القاهره و شرم و من شرم للقاهره لا تنقطع ضمن تحذيرات
الثوره المضاده- وهو مصطلح من خمسينات القرن الماضى نشم معه روائح يوليو
الزاعقه-ماذا يعنى...ان مبارك لا يزال يقود فلول النظام....و هل فلول
النظام لا تزال مجتمعه على مبارك ققائد...و هل هى مشغوله الان بعودته
الان....و ما هو الاضمن لها الان عوده مبارك و النظام ام كسب المزيد من
الوقت لاخفاء و تهريب الاموال و حرق الاوراق و المستندات و الخيوط التى
تربطها بالنظام السابق فى عصر صار كلمه مبارك من فم شخص تحل صفعه على و جه
دون شعور بالذنب و بمباركه الموجودين بالمكان....و من هم فلول النظام
الباقين ....الحزب الوطنى...ذلك الحزب الذى دعا لاجتماع بمحافظه الدهقليه
فلم يحضر سوى 30 عضو من اصل150 الف...ام هم كبار صغار الموظفين بالدوله
الذين يعانون الان تهميشا من موظفيهم و تحفزا للانتقام من هولاء الكبار
الذين طالما تجبروا لكونهم محسوبين على النظام....ان بقايا النظام الان
اشبه بزيل برص سحقه حذاء ميرى يتحرك بعشوائيه و عصبيه يصعب السيطره
عليها.....و القول الاخير بوجوب مغادره الرئيس لمصر الى المانيا مثلا حمايه
لثوره و اغلاقا لاخر الجيوب و كأن مبارك جيش بحاله....هو قول يعينا الى
مشهد الملك و يخت المحروسه و مغادرته لمصر ابان ثوره يوليو....فمبارك كرمز
انتهى..و بقاءه من عدمه لا يعنى الكثير....ثم يبقى الراجل عندنا و نخرجه
بره....و لما تكتمل المستندات و الادله على نهبه لاموال الدوله و تربحه من
منصبه نبعت لالمانيا او غيرها نطلبه تسليمه.....ماكان عندنا و المثل بيقول
ابنى فى ايدى ادور عليه ليه...اين المنطق
ان مبارك فى شرم لانها احب
المدن لقلبه فى السنوات الاخيره كما كانت استراحات برج العرب و كينج مريوط
الاحب لسادات...و لانها بعيده عن الحضر و ليس العمران...اى بعيده عن اى
اناس من اصحاب العقول التى ثارت عليه...و بعيده عن اعين الصحفيين و
المتلصصين...كما انه يطمئن فيها بقصره المنيف و يطمئن الجيش بتأمينه لمبارك
باقل عدد من الحراسات ...بل و يسهل معها حصر حركات مبارك و المحيطين
به....كما انها مثاليه لفرار عن طريق البحر او عن طريق مطارها...اى ان
الخطوره الوحيده فيها هى خطوره سهوله فراره منها.....كنا نتنظر من الاستاذ
تحذيرات اعلى ذكائا و اكثر تبصرالخفايا الامور .....كنا نتنظر كلام عن
الداخليه و وزيرها الجديد ....و ما مدى سيطرته على جهاز متكامل مثل امن
الدوله لما يتسنى له ان يرأسه فى يوم من الايام....و لم يعد له فيها ولاءات
بحكم تركه للخدمه اربع سنوات....من من يحكم الجهاز الان ...و ما هى
الاعمال التى يقوم بها و لحساب من....و كيف يتقبل الاقترحات بفصله عن
الداخليه....او بتحويله لجهاز معلوماتى فقط....بل من يراقب اعماله...و يفتش
سجونه....و يفرز من بقى فى يديه من المعتقلين و ما هى توجهاته فى الفتره
القادمه....و بل كيف يمكن تطهيره دون ردود فعل عنيفه.
كنا ننتظر منه
كلام عن عمر سليمان ...اىي هو الان ....و من يدير المخابرات.... ولحساب
من.....و هل للجيش ممثلا فى المجلس الاعلى للقوات المسلحه سيطره على
الجهازين....و ما نوع السيطره و كيف تمت....و هل لازالت تقاريرهما تصل
للجيش...و ما هى الجهه التى يعتمد عليها الجيش لجمع معلوماته عن توجهات
الشارع المصرى الان.....هذه هى الاسئله الاهم الان....و هذه هى مكامن الخطر
من بقايا النظام السابق التى لاتزال قويه منظمه و غامضه على العامه و
الثائرين و المثقفين والمهتمين بالشأن.....اما الخوفمن مبارك و ظهور
الاخوان.....فلا اعرف لها اسباب الان ...
ان هجوم الاستاذ على مبارك
الان و رغبته فى نفيه من البلد تبدو....لوهله تصفيه حساب شخصى ...او افترى
من الاستاذ ذائد على شخص -كان مفترى علينا-و اصبح مسلوب القوه قد يسقط فى
اى لحظه اسير حاله الاكتئاب التى يعيشها....و محاوله تضخيم قوته وتاثيره هى
مغالطه لمن يروم هدف اخر لا نراه......او لحسنه النوايا هى خوف امومى
مبالغ فيه على ابنائها من الثوره.
و بعد انى لازلت انتظر اراء و
ارهاصات الاستاذ.....و انتظر ان يلتفت لنقط التى اثرتها فى السطور السابقه
....فهى الادعى لاثاره القلق......مع كل الاحترام و خالص التمنيات الطيبه
للاستاذمن تلميذ مدمن على قرأه اعماله و تحليلاته...يرى نفسه رمله بجوار
جبل شاهق
محمد عبد المحسن
القاهره
22/2/2011