الخميس، 6 مايو 2010

مصر الرئيس

قف المرء محتارا مغتاظا...يزفر بغل من توالى زيارات رؤساء وزراء اسرائيل المتتاليه لمصر
فمن نتنياهو الى اولمرت الى شارون الى اسحاق رابين بلا نتائج او مفاجأت تنعكس على ما يسمى عمليه السلام-وان كانت زيارات رابين قد جرت وسط اجواء اتفاقيتى اوسلو و غزه اريحا-فقط...استعراض للموقف ومناقشه المعوقات الازليه لعمليه السلام
ولا يجد المتابع سبب وجيه او مبرر منطقى لقبول مصر لهذه الزيارات- والتى غالبا ما تتم فى اجواء شديده الجمود فى عمليه السلام- ولا فى التصريحات التى تليها من انها كانت بناءه
ولا نعرف سببا لقبول مبارك لزياره نتنياهو لشرم الشيخ...ولا المبررات التى ساقتها الخارجيه المصريه لرئيس لقبول هذه الزياره—هذا اذا كان للخارجيه المصريه الحق فى المشاوره فى مثل هذه الامور- فنتنياهو كشخص بكل ما فيه من سلبيات ...هو سياسى شديد الوضوح و الصراحه..ينطلق من قناعات و افكار يمينيه دينيه صهيونيه متعصبه لا ينكرها ولا يخفيها...و سياسته و قراراته واضحه منذ بدء حملاته الانتخابيه لا يحيد عنها ولا يقبل المناقشه فيها الا بدافع المماطله وكسب الوقت...ولا يستسلم لضغوط مهما كانت شدتها وقد قال عنه بيل كلينتون محذرا اوباما انه شخص شديد العناد والصلف..شديد الاعتداد مغرور...فماذا بحق الله تنتظر القاهره من شخص كهذا ...هل تتوقع منه تقديم افكار جديده او ابداء تفهم للمطالب العربيه الفلسطينيه ..فقط لانه يرغب فى الزياره وهو الذى رفض زياره واشنطون مؤخرا...و قبلها رفض او تجاهل الرد على تساؤلات اداره اوباما له وقبلها اهان نائبه بايدن...وما هى القدره الكامنه والقوى المسيطره لمصر والتى ستحل بزيارته لها فيقدم فيها ما لم يقدمه لواشنطون...بل ما هو الذى لا يستطيع نتنياهو ان يقوله على التليفون و يجب حضوره لمصر
ان ما الت اليه السياسه الخارجيه المصريه ممثله فى وزارتها لهو امر يدعو للحزن والحسره....الحسره على وزاره تذهب تقاريرها و تحليلاتها-اذا كانت لازالت تصدر او تطلب من مختصيها تحليلات او تقارير- ادراج الريحامام قرارات فرديه من شخص الرئيس...و بحسابات لا يشم المرء فيها مصالح الوطن اكثر من مصالح و حسابات و نوازع شخص الرئيس...او الصوره التى يحاول تصديرها لنفسه امام الجميع
فزياره نتنياهو لمصر تاتى على طرف نقيض من زياره ابو الغيط الاخيره للبنان و تصريحاته فيها عن الوقوف بجانب الاخيره و سوريا ضد اى عدوان من العدو...فمتابع لا يرى اى علاقه بينها و بين قبول الزياره و لا يستطيع ان يستشف استراتجيه الخارجيه او توجهها للفتره المقبله...و انما هى روءى فرديه تتغير من يوم لاخر...و تصريحات فرديه –فى الغالب تكون زله لسان-لا يتبعها اى توجه او استراتجيه متوسطه او قصيره او اسبوعيه الاجل
و هى كارثه قوميه باى مقياس ان تكون وزاره بعراقه و قدم و ثقل الخارجيه المصريه و قد فرغ محتوها وتوقف جيل من السفراء و المختصين بها عن التحليل و الرصد ووضع الخطط الاستراتيجيه للمستقبل ..فى المقابل التحرك بسياسه الفعل و رد الفعل ...و التصريح يقابله تصريح..و انتظار الاوامر الشفهيه و التلفونيه..حتى اختلط دورها بدور شخص المتحدث الرسمى....انه هدم لصرح متراكم من الخبرات الدبلوماسيه منذ العشرينات من القرن الماضى ودور وتواجد دولى لم ينبغى لاحد فى المنطقه حتى تركيا العظمى ايام الخلافه
ان الاسباب الوحيده لقبول الزياره هى انها محاولات من الرئيس لاثبات انه ليزال متوجد بشخصه كشريك هام فى اى مفاوضات سلام مباشره او غير مباشره فى المنطقه- لاحظ تاكيد الاعلام على ان زياره الرؤساء العرب كانت لبحث الاوضاع الاخيره معه- وهذا على المستوى الدولى
و تاكيد انه قد عاد و افاق من النقاهه و انه بشخصه لا يزال يملك مقومات الدور المنوط فى المنطقه وهذا على المستوى الدولى و الصحى
و انه لا يزال القائد الكبير الذى يتوالى تتابع الرؤساء العرب و رئيس وزراء اسرائيل طرق بابه و القاء اخر الاخبار و التطورات تحت اقدامه طلبا للعون و المشوره و الحكمه و هذا لداخل المتشكك فى قدرته على الاستمرار
لا استراتيجيه ولا مؤسسيه....فقط رئاسيه....انها حقا مصر مبارك