افضل ما فى جلسه الحوار الوطنى الاول انه كانت علنيه...و ليست مغلقه
حتلى لا يخرج احدهم و يقول فلان قال كذا و انا قلت كذا....كما ان العلنيه
تجعل المشاهدين من الشعب قادرين على تقييم المدعوين للحوار و ما اذا كانوا
معبرين بالفعل عن الشارع بطلباته و هواجسه.....اما ان المدعوين كل يعبر عن
هواجسه الشخصيه و مصالحه و عالمه الموازى الذى يحيا فيه مع من هم من شاكلته
من المتفقين معه فى الرأى ...او اعضاء حزبه و جماعته.....او المثقفين
الذين تلح عليهم افكار و مشاكل لا يرون سواها فى حين انها لا تمس ولا تشغل
عقل الشعب من قريب او بعيد......كما انها مرأه حقيقيه لكل مدعو فى قدرته
على الحوار الديموقراطى و تقبل راى الاخر فردى ...او الاخر اغلبيه بما
يجعلنا نحدد و نتأكد من من يستحق ان يسمع و يأخذ برايه...ومن لا يستحق ان
ننصت له فى المستقبل ..و هو الامر شديد الاهميه فى مناخ السيوله- و
الاسهال- الفكرى الذى نعيشه هذه الايام.
و فى عجاله....نقيم اداء و
اشخاص الجلسه الاولى مع شويه نميمه عليهم................و ضح غياب
البرادعى و نور و حمدين- مرشح الرئاسه- و ممثلين عن شباب الثوره او
ائتلافتها عن الجلسه الاولى للحوار و هو ثقب كبير فى اى حوار وطنى... و
سنعرف لاحقا اذا كان تمت دعواتهم ام لا.......ان جلسات الحوار عقدت فى عجله
من الامر و ان دعوة من حضر تمت دون و ضع ضوابط او اليات عمل او حتى تحديد
المواضيع التى يختص بها الحوار.....و اكتفت بعنوان فضفاض هو العقد
الاجتماعى الجديد لمصر...الامر الذى معه قدم المشاركون و كلن فى ذهنه
موضوعات معينه....مما نقل السيوله الفكريه من الشارع السياسى لجلسات الحوار
الوطنى و هو الامر الذى جاء مفيدا فى كونه كشف فكر كل واحد من المدعوين و
من يمثله -ان كان يمثل جماعه او حزب- فى اكثر ما يهمه و يلح عليه فى الوقت
الحالى......فظهر عمرو موسى و كأن الامر لا يعنيه من ناحيه الطرح فلم يقترح
شىء محدد ووضح انه جاء للاستماع فالرجل مشغول بالانتخابات الرئاسيه فقط
....فظهر طرحه مرتبط بما يهمه و هو اذا ما كانت الحكومه فى الدستور الجديد
ستكون برلمانيه ام رئاسيه......يعنى يستمر فى الترشح و لا الموضوع مش جايب
همه لو برلمانيه.......او غريبا جدا بان يشمل الدستور القول ان مصر دوله
افريفيه معنيه بمشاكل القاره التى تتواجد بها- وهى لعلمى المحدود سابقه
دستوريه لايوجد لها و جود فى اى دستور -و اقترح انا اضافه نص ان مصر جزء لا
يتجزء من كوكب الارض و معنيه بمشاكل الكربون و ثقب الاوزون حتى لو كان
الثقب بعيد عنها-؟؟؟؟؟؟ ...فى حين ظهر ساويرس كرجل نفذ صبره و ضاق زراعا
بما يحدث من حوار وراء حوار دون نتائج و دون الاخذ برايه...فشرع يقترح ان
يكون الحوار فى اساسه اختيارا للجنه التى ستضع الدستور ..و ان يبدأ وضع
بنوده من الان... متناسيا او ناسيا فى نفاذ صبره ان التعديلات الدستوريه
قصرت الامر على مجلس الشعب القادم فظهرت كلمته بلا معنى و ظهر انه لن يكون
قادر على اداء دور مطيباتى الحوارات الوطنيه- كما برع سابقا- .... هو نفس
الامر الذى حدث مع عبد المنعم ابو الفتوح الذى طالب بتشكيل مجلس رئاسى مدنى
و هى الفكره القديمه التى لم يبدى الجيش اى تقبل لها ولا تحتويها لا
التعديلات و لا الاعلان الدستورى.....فى حين اشترك جورج اسحاق و حسن نافعه و
سكينه فؤاد بغلهم الذى لا ينضب و هواجسهم التى لا سبيل لتهدئتها فى رفض
رموز النظام القديم او حتى اشتراكهم فى جلسات الحوار و حمايه الثوره من
الثوره المضاده- يادى ام الثوره المضاده حتى فى الحوار الوطنى-........و
اشترك البسطويسى و اكرم لمعى و البدراوى فى فكره ان يكون هناك استقراء او
حوار على مستوى جغرافى بين جموع الشعب و النقابات و الفلاحين حتى لا يكون
الامر قاصرا على المشاركين فقط فبدو الاكثر هدوءا فى المدعووين....وان لم
يفت اكرم لمعى مع هانى عزيز و جورج اسحاق من التاكيد على مبدأ المواطنه و
الدوله المدنيه تساوى الحقوق و الواجبات.....فى حين كانت كلمه عصام العريان
تعبيرا عن اسلوب و فكر جماعته....فطلب وقت اطول و مهله لوضع اليات للحوار و
طبيعته حتى تشترك كل القوى فيه مستعده..-.خد بالك من وقت دى- كما انه اشار
ان دعوته تمت بصفته الشخصيه و ليس بصفته عضو جامعه الاخوان و مكتب الارشاد
- شوف ازاى- هى عاده الجماعه فى كسب الوقت لانها الاكثر استعدادا لاى
احتمال...كما ان تاكيد العريان على صفه الشخصيه فى الدعوه يمكن الجماعه من
التنصل من اى كلمه لا تروق لاحد فى الجلسات من الراى العام......و ظهرت
تهانى الجبالى فالقت كلمه مطوله جاء فيها كل ما يريده الشعب و القوى
الوطنيه و سائقى الميكروباص و الفلاحين فى الحقل و الحطابين حول
المدفأه....حتى خلت انها ستضع الدستور و هى قاعده او تطلب بسحب سلطات
المجلس العسكرى لصالح المتحاورين - كأى سيده مذكره و بتحاول تقول هاو ماتش
هى ملمه بكل المشاكل و اكثر وعى من الرجال...فجاءت كلمتها انشائيه خطابيه
مطنبه.
هذه فى عجاله لمحات من الجلسه توضح لجميع مدى فائده الحوار فى
كشف هواجس الشخصيات و مدى احساسهم بالشارع بعيدا عن افكارهم المسبقه و
افكار و مصالح جماعتهم و احزابهم....و بل و مدى احساسهم بالظرف و طبيعه
الحوار المبرم بينهم ....و تعقلهم فى نظرتهم لقدره الحوار و صلاحياته بعيدا
عن التضخيم-لان البعض ظهر و كانه يريد لحوار ان يكون شىء اقرب للمجلس
الرئاسى او لجنه حكماء- حيث انه لا يخرج عن كونه مجلس استشارى ...اراءه
استقرائيه لطلبات المجتمع و استرشاديه للمجلس العسكرى ليعرف موضع خطواته
القادمه.......و هو الامر الذى ادركه عمرو حمزاوى و جلال امين- اكثر
الحاضرين عقلا و بصيره و ادراكا لطبيعه الحوار و الظرف الانى-فجاءت كلمه
امين موجزه فى ان الامن و العجله الاقتصاديه و الفتنه الطائفيه و طبيعه
دخول الدين فى المستقبل السياسى....فى حين بدا حمزاوى اكثر ادراكا و حسما
فحاءت كلمته لتضع النقط على الحروف و تشدد على ان الحوار اذا تشعبت
موضوعاته بعيدا عن الجدول الزمنى للانتخابات البرلمانيه و المشاكل
الانيه..سيتحول الى قعده دردشه...و انه لابد من مناقشه ماهو انى و لازم
الان و تأجيل الموضعات بحسب الاهميه و ترتيبها الزمنى- تحديد الاهم
فالمهم-مع تحديد طبيعه توصيات الحوار و مدى قدرتها على على التحول قرارات
منفذه(مأسسه الحوار)............برافو حمزاوى- دى كلمه واحد صاحبنا بيموت
فى حمزاوى- جاء الافضل فى الجلسه الاولى.
بقى يحى الجمل فى ادارته
للحوار كمجلس عرب و اضافته الفاتنه لكلمات الحاضرين....فكان افضل ما فعله
هو استعانته بالدكتوره سحر و المرازى فى اداره الحوار.........و ان بدا على
المرازى القليل من الهيبه و التلعثم....الا انه مع مرور الوقت سيزداد حسما
و صلابه.
و فى النهايه ارجو من كل الصحفين و كتاب الاعمده ان ينظروا
لجلسات الحوار الاولى بنظره التحليل النفسى للمشاركين...و يتناولوها فى
اعمدتهم....لانه بتلك الطريقه و مع علنيه الجلسات....سينضبط اداء المشاركين
فى الجلسات القادمه.....فمع احساسهم بالرقابه و الفحص....سيبتعدوا عن كل
ما هو شخصى و حزبى....و سيخلوا الامر من الانشائيه و المزايدات.....و اهى
محاوله........دا رأيى و مبلغ علمى .... و العلم كله لله.