الثلاثاء، 6 مارس 2012

القصة...باختصار

يرتكب المرء الحماقة ثم يجلس بعدها يفكر فى دهشة اين كان عقله عندما اقدم على ما اقدم عليه...تجتاح المرء رغبة طاغية تنبع من العدم فتنصهر لها اعمدة المنطق و المبادىء فيستسلم لقوة الفيضان القاهرة ثم يتأمل نادما اثار ما حدث بعد انحسار الماء.... يبتعد خطوات عن جوهر نفسه المشع و هو ينظر لها غير مصدق  من مفاجأتها المخيفة.... .و فى كل مرة يتلفت المرء حوله متوجسا من شاهد راقب هذة الظاهرة المتباعدة المخيفة ...و عندما لا يجد... ينهار زافرا حامدا اللة على الستر... هذه بأختصار القصة ...قصة رجلان ....رجل اسمه البلكيمى اعتمد السلف منهج دين و دنيا فنصح الناس و الزم نفسه ....قاوم نوازعه و قاوم قيم المجتمع ...عاند ادميته و عاند السلطه...خفضته اكف رجال امن الدولة تعذيبا و رفعته المنابر خطيبا فى بلدته يحرم تغير خلق اللة بالتجميل او التحسين....ثم داهمته فوهة بركان خامد - او هاكذا ظن- فى لحظة ...لحظة نشوة...لحظة نعمة ...لحظة قوة لم يكن يتصور ان تكون له...فيض من النور بعد سنوات من الظلام...نور فلاشات الكاميرات و اضواء القاعات و عينان و جسد لم يكنا معدا لاختبار من هذا النوع.... فأستسلم لرغبة ..ربما تكون من الميلاد ..ربما نصيحة زوجة او صديق...توصية طبيب ووسوسة شيطان عقدة مراهقة....فغير فيما نادى ان لا حيلة للمرء فيه...وكما كان يكرر المعصية تجر الاخرى فالاخرى ...الخيط  البارز فى قطعة الصوف المشغول....جذبة فيتداعى النسيج.....غير فكذب...فكذب...و لم يسعفه اللة بالستر كما يسعف كثيرين منا مرات و مرات.....انكشف الغطاء فتبدت العورة..فطرد من الجنة.....انها مأساة اغريقية....اكثر من اربعون عاما فى عمر رجل تنهار ....ليبدأ من جديد....و قصة طبيب اقسم على حماية اسرار مرضاة ..فكشف العورة بحجة مصلحة المجتمع ...و قدوة النائب الذى لا يكذب....و احقاق الحقيقة....ثم تمادى عابثا بالعورة-بوقاحة- بحجة المزيد من التوضيح ....فلم يترك جريدة و لا فضائية توك شو الا و صرح متطوعا.....هذة هى القصة بكل بساطة.....رجل لم يسعفة ستر اللة...و رجل امعن فى الكشف.
و على الرغم من المأساة التى يعيشها البلكيمى الان ...و على الرغم من اعتذاره و استقالته من الحزب و المجلس ...الا ان كل هذا لم يشفع للاقلام و الصحف التى ادمنت الاحداث المتلاحقة و الفضائح فى ان تفرد الاعمدة لكتابها لشرح و التوضيح و الاستنتاج و ايجاد الدلالات و التفلسف لذهاب الا ما هو ابعد....الى الى تيار الاسلام السياسى كله ....3 مقالات فى التحرير ...2 فى الشروق ....و عشرات فى باقى الجرائد ...و لم ينتبه البعض لسبق النائب و الحزب فى الاعتذار و الاحتجاب بالاستقالة و هى السابقة التى انقرضت من المجتمع السياسى المصرى منذ عقود .....لم ينتبه البعض لطبيب المدعو عبد الفتاح و تفريطه فى قيم مهنته ولا لتصريحه الذى يكشف موقفه الحقيقى ....ان مستشفاه لم تجر جراحة قط لملتحى منذ 25 سنة..وان هذة اول و اخر مرة ....لم نجد احد يخاطبة نقابته على الموقف القانونى من تطوعه بالادلاء بأقواله دون سؤال- من جهه رسمية- عن اسرار مريضه بل على العكس....اندفع الصحفيين لحضور المؤتمر الصحفى الذى عقده لتوضيح الحقيقة( كمان مرة عشان الحبايب)...
النائب اخطأ لا شك ...و الحزب اخطأ لا شك عندما اختار كوادر غير موثوق فيها حتى لو تحجج بضيق الوقت...ولكنه لم يعاند او يكابر و اعترف و صحح ودشن سابقة...قد نتقبل او لا نتقبل و هذا حقنا....و لكن العدل يقول ان موقف الطبيب هو الاخر يحتاج وقفة.... الاعتدال مطلوب....فالجرم انسانى شخصى اقرب منه سياسى... و الرجل نال الكفاية فيما تبقى له من حياة على ظهر هذا الكوكب.....والضرب فى الميت حرااااااااام........فاللهم استرنا فوق الارض و تحت الارض و يوم العرض عليك .

هناك تعليق واحد:

  1. أول تعليق على اول بوست في اول بلوج ليك ...مبروك!

    ردحذف