الخميس، 17 مايو 2012

لماذا لا ينتخب المسيحيين حمدين صباحى....؟؟؟

لا اتكلم هنا عن امثال جورج اسحاق..سمير مرقص..رفيق حبيب..امين اسكندر...لا اتكلم عن القلة من مسيحى مصر الذين عملوا بالسياسة او لدقة بالمعارضة السياسية.
نحن هنا نتكلم عن السواد الاعظم من جمهور المسيحيين من بسطاء الشعب المصرى.

وما الفرق...؟؟؟؟

مكرم عبيد كان اخر السياسيين المسيحيين من من عملوا بالمعارضة السياسية فى مصر قبل ثورة 52...اخر من كان جهده السياسى مثار احترام مسلمى مصر ...و  تأييد و اتباع مسيحيها...ومباركة كنيستها..بخلاف الاسماء السابقة التى يصنف فكرها و اختيارتها بكونه جهد فردى ليس وراءه مريدين و مؤيدين من الشعب المسيحى...مجرد التزام حزبى او انحياز فكرى ربما جر وراءه تأنيب جمهور المسيحيين اما لترسخ فكرة ان طريق السياسة لمسيحى مصر هو طريق وعر مسدود(و احنا مالنا و مال السياسة)...و اما ان نتاج عمله يخالف توجه الكنيسة القبطية بما يجعله لا ينال بركاتها و من وراءها بركات المسيحين.

وهذا مربط الفرس.. الكنيسة

فمنذ ستينات و بداية سبعينيات القرن الماضى و الكنيسة القبطية هى راعية الشعب المسيحى و هو الدور الذى تنامى بالتوازى مع ظهور او عودة الاسلام السياسى للحياة المصرية...و تبدى البابا شنودة راعى المصالح المسيحية فى مصر ...فمارس السياسة معارضا فى عهد السادات..و معترضا  فى عهد مبارك - الفارق بين المعارضة و الاعتراض هى ان الاولى توجه مستمر و الثانية حالة مرتبطة بحدث ليس لها صفة الاستمرارية-....و هو ما سنعود له فى النهاية.
صديق او زميل او جار فى المنزل او فى كرسى المواصلات من المسيحيين لم يخرج عزمه- عند سؤاله- فى اختيار رئيس لمصر عن شفيق او موسى...موسى او شفيق.....امال مين يعنى يا محمد عايزنى انتخبه- سؤال غاضب لمن يرى سخريتى من توقع اختياره - ....وماله حمدين صباحى.
يفاجىء محدثى بالرد..و كأنه اكتشف ان هناك مرشح غير اسلامى اسمه حمدين صباحى.

غير اسلامى....اهذا هو السبب

ربما كون شفيق و موسى من المحسوبين على التيار الليبرالى هو ما دفع المسيحيين لترشيحهم...ربما ما بدى من الاخوان من اخطاء و جشع فى بعض المواقف و ما بدى من سلوك بعض افراد التيار السلفى من جموح ما اكد الخوف الكامن و بدد التطمينات و التودودات التى حوتها رسائل التيار الاسلامى لاخوة الوطن - ظهر ذلك واضحا فى مهاجمة المسيحيين من البسطاء لتيار الاسلامى علنا و بحرية بلا مخاوف فى مناقشات الوضع السياسى تشجعا بتأيد الكثيرين من المسلمين لهذا الهجوم-....لأ لأ ...انت فاهم غلط يا محمد مصر محتاجة رجل دولة محترف ..شفيق و موسى كان شغلين و عارفين دهاليز البلد...مصر مش ناقصة حد يجرب فيها..................ايوة بس دول فلول ...مش من الثورة.

غير ثورى... اهذا هو المبرر

هل كان مسيحى مصر مع الثورة..؟؟؟.....سؤال صعب قد يثير الكثير من المتاعب و الهجوم عند تناوله....و لكن الثابت ان اشتراكهم فى الايام الاولى كان محدودا- بسب موقف الكنيسة الداعى لعدم الانصياع لدعاوى الفوضى - و بدأ فى التعاظم تدريجيا حتى وصل العدد اقصاه فى الايام  الخمس الاخيرة الا انه- فى رايى- يظل دون المتوقع فيما واقر فى الوجدان المسيحى من اضطهاد مورس عليهم لعقود مضت....و هذا ما يدفعنا لتغير السؤال هل المسيحى المصرى ثائر او قابل لثورة.؟؟.....هنا يبرز دو الكنيسة و تحديدا البابا الذى وكل نفسه مدافعا عن حقوق -او مايراه من حقوق- الشعب المسيحى و هو فى توكيله هذا اراح الشعب المسيحى من عناء ممارسة المعارضة و الاعتراض على ممارسات النظام السابق....وهى الراحة التى اصابت الجسد المسيحى بالترهل...و الذى ظهر واضحا فى انعدام تباعات او اى ردود افعال على سلسلة من الحوادث كان اخرها مذبحة ماسبيرو و التى راح ضحيتها الشباب الذين مثلوا بارقة الامل فى خروج المسيحيين لمطالبة بحقوقهم بعيدا عن مظلة الكنيسة كتفا بكتف مع التيارات الثورية الاخرى...و حتى هولاء لم نعد بعدها نسمع لهم حسا او نرى لهم تحركا....نعم..... ربما يكون السؤال الصحيح هل افادت الثورة المسيحيين..؟؟؟.
اى امل راود المسيحيين ..واى فائدة مرجوة بعد الثورة قد خبت مع سلسلة حوادث احتراق او هدم كنيسة....و انطفئت بعد مذبحة ماسبيرو...و لم يتبقى من شعلة الامل سوى دخان الرماد الخانق...فقط البروز الاسلامى ...فلم تعد الثورة الا مرادف فى العقل لاكتساح و سيطرة الاسلام السياسى...الثورة هى الفوضى اللى جابت الاسلاميين....و حمدين ثورى...قد يبدو بحكم التوجه السياسى ضد الاسلاميين الا انه كان سبب غير مباشر فى وصلهم للحكم...كما ان ثوريته تدفعه لتوافق مع جميع التيارات..و هو حتى الان يخاطب ودهم و لو بتصريحاته المائعة ...على حين و عد موسى بحل البرلمان...و اعلن شفيق الحرب عليهم.

ضد الاسلاميين.... ربما هذا المطلوب

يحاربهم يعنى..يخمد تحركاتهم...يجعلهم اصوات بلا فاعلية على الارض...موسى و شفيق ابناء الدولة المباركية...الدولة التى لم يكن الاسلاميين لهم فيها دور او اشارة تذكر...الدولة التى كان ذراعها و رجلها امن الدولة ...الجهاز الذى لم ينتقده موسى و لم يطارده حتى بتصريح....و الذى يراه شفيق ضرورى و لا غنى عنه...و هو نفس الجهاز الذى اثبت فى 30 سنة فاعلية  فى اخماد تحركات التيارات الاسلامية و ابقائهم فى الجحور ..مجرد اصوات فى  زوايا ضيقة بالحوارى و على شرائط الكاسيت.....و حمدين ضد جهاز من هذا النوع...و لا يطرح او يملك وسيلة بديلة لسيطرة على جموح الاسلامين بل و الثابت انه لا يبدى العداوة الكافية لتيار الاسلامى السياسى مثل شفيق وموسى.


للكنيسة ....نعود


فراغ الكرسى البابوى سبب ارتباكا اول الامر لشعب المسيحى...الا ان اختيارتهم المنحصرة فى موسى و شفيق تحمل روح الكنيسة الراحلة...فهى فى جوهرها اختيار لرجال تبدى الاحترام الكافى لكرسى البابوى من منطلق انتمائها للمدرسة المباركية...المدرسة التى سمحت للكنيسة بالدور السياسى الذى لعبته ..فاذا اتى البابا الجديد  وجد على رأس الدولة رجل يسمح له بالاستمرار فى الدور الذى لعبه سلفه.

مش اسلامى و مش ثورى و رجل دولة و ضد الاسلاميين و يقر لكنيسة بدورها.....ربما لسبب من هذة الاسباب ينحصر اختيار السواد الاعظم من المسيحيين فى شفيق و موسى...ربما لكل هذة الاسباب....ربما لاسباب اخرى ....و لكن الاكيد ان ما دفعنى لتعبير بصراحة و حرية و بلا محاذير بكل ما سبق هو الاحساس بخيبة الامل و الحسرة لو صدق و انصبت الاصوات جمهور المسيحين فى موسى و شفيق ...فمعهم تصبح ثورة 25 يناير جملة اعتراضية او صرخة تبددت فى الفضاء....فصناعة المستقبل بعد ثورة على الماضى لا تأتى برجال من صناع هذا الماضى.... فاللهم ولى من يصلح.    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق